
(تصوير: عبدالله النحيط): بعد عقود طويلة بلغت نحو 60 عاماً من البيع والشراء في السوق الأشهر شعبياً على نطاق الخليج العربي، نقلت أمانة منطقة الرياض "حراج بن قاسم"، من موقعه ومباسطه العشوائية إلى موقع آخر قريب منه أكثر تنظيماً ونموذجية، يتميّز بساحات بيع ضخمة ذات مظلات تمنع الحريق، ومواقف سيارات، ووجود أمني مستمر.
وزارت "سبق"، ميدانياً المشروع الجديد الذي لا يبعد عن الحراج القديم سوى 3 كيلو مترات، ويقع في حي المصانع على طريق الحائر بمساحة تفوق 300 ألف متر مربع، وينقسم إلى قسمين: بيع الجديد من الأثاث والأجهزة الكهربائية والإلكترونية، وكذلك بيع جميع أنواع السلع المستعملة والخردوات والكماليات والملابس والأواني المنزلية والقطع الأثرية النادرة.
والسوق بشكله الجديد وتصميمه الرائع يعد أحد معالم مدينة الرياض في أحيائه الجنوبية، وعنصر جذب للمواطنين المستهلكين أو أصحاب المحال لتوافر الخصوصية والمساجد ودورات المياه، وفي المستقبل سيتمكّن أهالي الرياض من الوصول للموقع بسرعة فائقة عند افتتاح "المترو"؛ حيث يمر المسار الأزرق (العليا - البطحاء - الحائر) بمحاذاة السوق القريب من سوق الحمام، وحلقة أغنام العزيزية.
وخصّصت "أمانة الرياض" 252 موقفاً للسيارات المحمّلة بالبضائع المستعملة، إضافة إلى 112 موقفاً للانتظار، وهذه لا علاقة لها بمواقف سيارات الزبائن التي يبلغ عددها 2562، حيث يتم عرض البضائع والتحريج عليها بالطريقة التقليدية للأسواق الشعبية التي تلفت نظر الزائرين وتجذبهم.
وينشط البيع في المباسط، التي وصل عددها إلى 448 مبسطاً، ورُوعي في تصميمها الفصل بينها بحواجز ارتفاعها 120 سم قابلة للتحريك في حالة الرغبة في التوسعة، وتم تظليلها بخيام من الألياف الصناعية "تفلون" مصمّمة معمارياً بشكل جمالي رائع يجذب انتباه المتسوقين، ويظللهم في أثناء عمليات التسوّق، ويحجب عنهم أشعة الشمس، ويتيح لهم فرصة الشراء والاطلاع على بضائع نادرة يصعب الحصول عليها في مكان آخر.
يكتمل مشهد التسوّق من خلال المحال التي وصل عددها إلى 800 محل تجاري، وتم مراعاة توزيع الأنشطة فيها بشكل منظم؛ بحيث تكون الأنشطة المتماثلة في مكان واحد؛ ما سهّل على الزائر والمتسوّق ارتيادها وتحديد المكان الذي يود زيارته، أو التنقل بين أرجائه عبر الممرات المظللة فيما بينها، من خلال اللوحات والخرائط الإرشادية التي تضمن وصوله إلى المكان المقصود دون عناء، ولم تغفل "الأمانة" حاجة الزوّار إلى المساجد ودورات المياه، وأماكن الجلوس والانتظار، وكذلك أجهزة الصرّاف الآلي التي تتجاوز 6 أجهزة.