سجَّل رئيس لجنة الشهداء والمصابين في المنطقة الجنوبية، العميد الركن إبراهيم النعمي، موقفًا مشرفًا عندما حرص على وقوف ابن الشهيد رئيس الرقباء عبدالله النجيمي، الذي استُشهد بالحد الجنوبي، إلى جواره أثناء ارتجاله كلمة عزاء ومواساة لأسرة الشهيد، ثم قبَّل رأس الطفل فهد أكبر أبناء الشهيد.
في غضون ذلك، ضرب والد الشهيد "النجيمي" أجمل وأروع صور الفخر بابنه الشهيد في رسائل واضحة للعدو، وأكد أن استشهاد ابنه مصدر عز وفخر وفرحة له، وردد لكل من حضر لتعزيته في ابنه "لا تعزيني بل هنئني بشهادة ابني"، في الوقت الذي اكتفت فيه والدة النجيمي بقولها: "ابني وديعة عند الله".
وكانت جموع غفيرة من رجال الجيش والمواطنين قد شيَّعوا جثمان شهيد الوطن "النجيمي" بمركز السودة التابع لمنطقة عسير عقب أداء الصلاة عليه مؤخرًا. وكان الشهيد رئيس الرقباء عبدالله النجيمي، أحد منسوبي القوات المسلحة، ويعمل قائد مدرعة بالحد الجنوبي بنجران، قد أُسر منذ عام وفق مقربين له.
وشهدت حالة دفنه توافد المئات من زملائه وأقاربه وأفراد قبيلته. وقال رئيس الرقباء محمد النجيمي شقيق الشهيد، ويعمل قائد مدرعة أيضًا: لم يكن يفصلني عن الموقع الذي كان يرابط فيه شقيقي بنجران إلا بضعة كيلومترات. وأكد أنه تم التعرف على هوية الشهيد بعد أسره وفقدانه بعام كامل عبر تحليل الـDNA . مؤكدًا أن أفراد أسرته كافة فداء للوطن ومقدساته، وكلهم فخر بما سطره ابنهم من بطولة للذود عن حمى الوطن وحدوده التي سيخلدها التاريخ.
وقال والد الشهيد وأشقاؤه لـ"سبق": كلنا دروع دون الوطن، ولن يتوانى أي فرد منا عن تلبية نداء الواجب في الدفاع والذود عن بلاد الحرمين الشريفين، وبذل الغالي والنفيس من أجل أمنه واستقراره.. سائلين الله تعالى أن يحفظ لهذا الوطن أمنه واستقراره وعزه، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم.
يُذكر أن الشهيد "النجيمي" له من الإخوان 7، أكبرهم سعيد رئيس رقباء قائد طقم مدفعية في جيزان، والثاني محمد أبو معاذ رئيس رقباء قائد مدرعة في نجران، وشعبان وكيل رقيب في إدارة مكافحة المخدرات، وصالح رئيس رقباء بالدفاع الجوي، وعلي موظف بإدارة التعليم، وأحمد غير موظف، وعبدالعزيز جامعي غير موظف أيضًا. وله 6 من الأخوات، وأربعة من الأبناء، أكبرهم فهد يدرس بالصف السادس الابتدائي، وفجر تدرس بالصف الخامس الابتدائي، وغدي تبلغ من العمر 5 سنوات، ومحمد سنة واحدة.