
يعدّ مشروع قطار الحرمين الشريفين السريع الرابط بين المدينة المنورة ومكة المكرمة ومحافظة جدة الذي استكملت جميع أعمال إنشائه، أحد أبرز المشروعات العملاقة التي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار.
ويستهدف المشروع تأمين أقصى درجات الراحة والطمأنينة والأمن والأمان لوفود الحجيج منذ وصولهم إلى الأراضي المقدسة وحتى مغادرتهم إلى بلادهم سالمين غانمين.
وقد تم الانتهاء من تنفيذ أغلب أجزاء المشروع، ومن المخطط الانتهاء من المتبقي خلال هذا العام.
وتشكل محطة قطار الحرمين بالمدينة المنورة التي توصف بأنها تحفة معمارية، بوابة جديدة لخدمة ضيوف الرحمن بعد الافتتاح الرسمي لمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي الجديد رسمياً في منتصف شهر رمضان من العام الماضي.
ويهدف المشروع الذي يتم تشغيله وفقاً لأحدث الأنظمة العالمية، إلى ربط المدينتين المقدستين ببعضهما وبمدينة جدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، فيما تُجرى حالياً التجارب التشغيلية النهائية له قبيل انطلاقه بصورة رسمية.
وأعرب وزير النقل المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل، عن اعتزازه وفخره بما يوليه خادم الحرمين الشريفين من اهتمام ورعاية بكل ما من شأنه توفير أقصى درجات الراحة واليسر لضيوف الرحمن.
وعدّ هذا المشروع الحيوي الرائد، حلقة في سلسلة الأعمال الجليلة للملك المفدى في خدمة الإسلام والعناية بالحرمين الشريفين وقاصديهما من أبناء الأمة الإسلامية.
وتبلغ مساحة محطة قطار الحرمين بالمدينة التي تبعد عن المسجد النبوي الشريف تسعة كيلومترات تقريباً، وعن مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة 13 كيلومتراً، أكثر من 147 ألف متر مربع.
ويتوقع أن يصل عدد الرحلات التي سيتم تسييرها للساعة الواحدة بين المدن (خارج موسم الحج)، سبعة قطارات في الساعة بين مكة وجدة، وقطارين في الساعة بين مكة والمدينة، أي بمعدل 36 قطاراً في اليوم، وحوالي 15 ألف راكب بين مكة والمدينة، فيما يمكن أن تتجاوز الطاقة الإجمالية 12 قطارا في الساعة بين المدن الثلاثة.
وقد تم إنشاء محطة ركاب في كل من هذه المدن، كما تم ربط كل محطة بنظام النقل العام من خلال توفير أماكن مناسبة لمواقف الحافلات وممرات مشاة مع محطات القطارات الخفيفة المزمع إنشاؤها في المدن المعنية.
وتحتوي محطة قطار الحرمين بالمدينة المنورة، على مرافق وخدمات للركاب مصممة على أفضل المعايير العالمية لمحطات القطارات السريعة.
ويتضمن المبنى الرئيسي، صالة قدوم ومغادرة، وصالة لكبار الشخصيات، بالإضافة إلى مسجد يتسع لنحو ألف مصلٍّ، ومركز للدفاع المدني، ومهبط للطائرات المروحية، وأرصفة لوقوف القطارات وانتظار الركاب، ومواقف للسيارات تبلغ طاقتها الاستيعابية نحو ألف سيارة مقسمة إلى مواقف لفترات قصيرة، وأخرى طويلة الأمد تتسع لأكثر من690 سيارة.
ويوجد في المبنى الرئيس 19 مصعداً للمسافرين، وللخدمات وللموظفين وللإدارات وفي النفق الرابط بين طريق الملك عبدالعزيز والمحطة، إلى جانب مصاعد في مواقف السيارات والمسجد.
وتحتوي المحطة على 12 سلماً كهربائياً، تربط ما بين الدور السفلي والدور الأرضي، وما بين المستوى الأول والمستوى الثالث داخل المبنى، وما بين المستوى الثالث داخل المبنى والمستوى الأول لمنطقة أرصفة القطارات، فضلاً عن درج موازٍ لعدد السلام الكهربائية داخل المبنى الرئيسي، وللطوارئ داخل المبنى الرئيس ولمواقف السيارات طويلة الأمد، وفي النفق، وفي مبنى الدفاع المدني.
وتتوزع أنظمة التكييف على جميع مباني المحطة والمواقف طويلة الأمد، بالإضافة إلى أنظمة التبريد الرطب في أرصفة القطارات، فيما تمت تغطية جميع مرافق المشروع بكاميرات مراقبة يبلغ عددها 417 كاميرا.
وتتم تغطية المبنى كذلك بنظام الحريق والإطفاء الذي يعمل على التحكم والمراقبة عن طريق غرفة التحكم الرئيسة، مضافة إليها مولدات احتياطية موزعة على مرافق المبنى.