غياب "الخميس".. ظاهرة عززها الأهالي.. وكشفها وزير التعليم

ثقافة دخيلة أضعفت التحصيل العلمي وقللت الدافعية
غياب "الخميس".. ظاهرة عززها الأهالي.. وكشفها وزير التعليم
تم النشر في

اعتبر كثيرٌ من الباحثين أنَّ غياب يوم الخميس في الأوساط التعليمية بمراحله الثلاث وقطاعيه الحكومي والخاص "ظاهرة" تتطلب العلاج السريع، واتهم بعضهم أولياء الأمور بتعزيز هذه الثقافة، في حين أعلن وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى في مقال صحفي أنَّ غياب الخميس أضعف هيبة النظام والجدية.

ويرى تربويون في استطلاع ميداني لـ"سبق" أنَّ الظاهرة أصبحت تنتشر دون أسباب واضحة، ووجدت قبولاً من الأهالي، لأنَّهم يرتاحون قليلاً من صخب اليوم الدراسي، خصوصًا فيما يتعلق بالنقل في المدن الكبرى.

وأشاروا إلى أنَّ الطلاب يفرحون كثيرًا عندما يخبرون أهاليهم بغيابهم، ويجدون ردة فعل مؤيدة لقرارهم، مما أضعف التحصيل العلمي، وقلل لديهم الدافعية، وجعل الثقافة الدخيلة جزءًا من أسلوب العام الدراسي.

ووضع وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى النقاط على الحروف، عبر مقال تلقَّته بعض الصحف، حمل عنوان "تعليمنا إلى أين؟"، وطرح أهم المشاكل التي يواجهها التعليم في الوقت الحالي، ووعد بالحلول والحزم، وقال في ثنايا مقاله: "نحتاج إلى أن نعيد إلى النظام التعليمي هيبته وانضباطه وجديته، فالمدارس تهاونت كثيرًا في احترام وقت الدراسة، واستكانت إلى صروف من الدعة والسكون، وربَّما إلى تشجيع الطلاب على الغياب، وعدم أداء الواجبات، وضعف المشاركة في النشاطات والفعاليات، وأصبحنا نلمس تهاون المدارس في غياب يوم الخميس، وفي غياب أيام الإجازات، وشجع المدارس على ذلك تسرب ثقافة المطالبة بتعطيل الدراسة لسبب أو من دون سبب، وثقافة خروج الطلاب من مدارسهم لأي سبب بسيط ومحتمل".

وقال معلمون -رفضوا ذكر أسمائهم-: "إهمال أولياء الأمور تجاه أبنائهم لم يتوقف فقط على جدية دوام يوم الخميس، بل تعدَّى إلى عدم متابعة الغالبية العظمى لأبنائهم، وعدم الحضور إلى المدرسة والسؤال عن مستوياتهم، إضافة إلى عدم متابعتهم أثناء الخروج، مما يساعد على التعلق بأصدقاء السوء من خارج البيئة المدرسية، وتعلم سلوكيات وأخلاقيات تتعارض مع التربية الإسلامية والتعليم السوي".

وكشف الطالب "مشعل، س" لـ"سبق" أنَّه يدرس في مدرسة أهلية شمال الرياض، ويحضر الصباح، ثم يخرج الساعة التاسعة مع مجموعة من زملائه للمطاعم والأسواق، حتى نهاية اليوم الدراسي، مشيرًا إلى أنَّ من بين زملائه من لا يحضر يوم الخميس.

وبيّن الطالب "خالد ،ح" أنَّ نسبة الغياب يوم الخميس في مدرسته يتجاوز الـ80 %، ما يجعل اليوم الدراسي يمر بلا دروس، بسبب خلو الفصول من الطلاب، والمعلم لا يشرح الدرس لأنَّه سيضطر إلى إعادة الشرح مرَّة أخرى للغالبية الغائبة عن المشهد الدراسي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org