كاتب سعودي من رأس الرجاء الصالح: حققت حلم طفولتي ورحلت خلف "ابن ماجد"

كاتب سعودي من رأس الرجاء الصالح: حققت حلم طفولتي ورحلت خلف "ابن ماجد"
تم النشر في

لم يكتف الكاتب الصحفي فهد عامر الأحمدي بمقال عن "رأس الرجاء الصالح" في صحيفة "الرياض" بل بث صورته على موقع " تويتر" وهو يجلس إلى جوار اللوحة الأشهر في تاريخ الملاحة البحرية والتي تشير إلى "رأس الرجاء الصالح"، مؤكدا أن العرب جاؤوا هنا قبل الأوربيين، وأن اكتشاف هذا المكان على يد البرتغاليين ساهم في سقوط دولة المماليك في مصر.

ويقول الأحمدي "رأس الرجاء الصالح.. هذا الاسم الغريب ظل في رأسي منذ سمعت به لأول مرة في الصف الرابع ابتدائي.. كانت ثلاث كلمات تعبر عن المغامرة والنجاح وبداية الصعود والانحدار.. مغامرة تستحق السرد، ونجاح في اكتشاف الشرق، وانحدار أمة كانت تقف "شوكة" في حلق الغرب".

تحكم المسلمين بطرق التجارة

ويرصد الأحمدي تاريخ التجارة ويقول "حتى عام 1488 كان يصعب على أوربا التواصل مع آسيا (والهند على وجه الخصوص) بسبب تحكم العرب والمسلمين بطرق التجارة بين القارتين.. كان يجب على قوافل التجارة الأوربية المرور في بلاد العرب (أو عبر البحر الأحمر) إن أرادت الوصول لأرض التوابل والذهب في الشرق. وللخروج من هذا المأزق حاول البرتغاليون (الأمة البحرية الأقوى في ذلك الوقت) اكتشاف طريق يتجاوز الأراضي الإسلامية من خلال الالتفاف حول القارة الأفريقية، ثم تجاوزها شرقاً نحو آسيا.. وبهذه الطريقة فقط يمكن لأوربا كسر شوكة العرب وتركهم في جزء محاصر ومهمل في الشرق الأوسط.

كروية أم مسطحة ؟

ويمضي الكاتب مع الرحلة في الجغرافيا والتاريخ قائلا "لفعل ذلك كان عليهم أن يتأكدوا أولاً من صحة الادعاءات الجديدة (بأن الأرض كروية الشكل) لأن ابتعاد سفنهم كثيراً نحو الجنوب يهدد بسقوطها من حافة الأرض (في حال كانت مسطحة كالطبق). ولهذا السبب أرسل البرتغاليون عدة بعثات استكشافية نجحت آخرها في الوصول لأقصى نقطة في جنوب أفريقيا (بقيادة الكابتن بارثولوميو دياز في يونيو1487)".

رأس العواصف أم الرجاء ؟

ويروي الأحمدي القصة وراء هذا الاسم ويقول "أن بارثولوميو (رغم وصوله لنهاية القارة الأفريقية) لم يستطع تجاوزها (باتجاه الشرق) بسبب العواصف الشديدة فدعا تلك المنطقة "رأس العواصف". وحين عاد للبرتغال ليبشر الملك جون الثاني بهذا الاكتشاف قال له الملك: "لن يرافقك البحارة مجدداً إن أطلقت عليه هذا الاسم المخيف" لنطلق عليه تيمنا اسم "رأس الرجاء الصالح".. ومن هنا ظهرت هذه التسمية الغريبة Cape of Good Hope".

العرب مروا من هنا

وللتاريخ يؤكد الأحمدي "أن هذا البقعة من اليابسة (التي تفصل بين المحيط الأطلسي والمحيط الهندي) كانت معروفة لدى العرب والمسلمين قبل البرتغاليين؛ بل إن البحار العماني العظيم أحمد ابن ماجد هو من قاد البرتغاليين لاحقاً إلى الهند وهم من أطلق عليه لقب "أمير البحار".

انهيار دولة المماليك

ويمضي الكاتب مع التاريخ، ويقول "في حين ساهم هذا الاكتشاف في انهيار دولة المماليك (التي كانت تتحكم بطرق التجارة في مصر والشام والحجاز) عثر الأوربيون على طريق جديد نحو الشرق.. أصبح بإمكانهم أخيراً الذهاب إلى آسيا، فبني البرتغاليون مستوطنات تجارية في الهند، واحتل الهولنديون إندونيسيا، ووصل الأسبان إلى الفيليبين بفضل ماجلان (أول من قام برحلة حول الكرة الأرضية بين عامي 1519-1522 وأثبت بشكل عملي أن الأرض كروية فعلاً).

ثلاث مفارقات غريبة

ثم يرصد الأحمدي ثلاث ملاحظات جديرة بالتأمل ويقول "الغريب أن البرتغاليين لم يستوطنوا جنوب أفريقيا رغم اكتشافها أولاً، بل الهولنديون (الذين تركوا أحفادهم فيها حتى اليوم).. أما المفارقة الثانية فهي أن الدراسات اللاحقة أثبتت أن "رأس الرجاء الصالح" ليس هو فعلاً النقطة الفاصلة بين المحيطين الأطلسي والهندي، بل رأس قريبة منها وأقل شهرة تعرف باسم "رأس الأبر" أو "رأس أقولاس" باللغة البرتغالية".

حلم طفولتي

وينهي الأحمدي بحلم طفولته وهو يقول "بقي أن أخبركم لماذا كتبت اليوم بالذات عن هذا الموضوع.. رغم سماعي به منذ الابتدائية!! .. لأنه ببساطة من "أحلام الطفولة" التي نجحت في تحقيقها أثناء زيارتي لجنوب أفريقيا مارس الماضي .. وكم أهوى تحقيق أحلام الطفولة".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org