

تتميز الرحلات أو الكشتات في منطقة جازان بالنكهات الفريدة خصوصا في الأعياد والمناسبات ومن هنا يعتبر أهالي منطقة جازان إجازة عيد الفطر المبارك الفرصة المناسبة للتجمع الشبابي أو العائلي في أودية منطقة جازان أو على شاطئ البحر.
ورغم أن الأغلبية يفضلون التوجه للأودية في المحافظات الجبلية أو السهل أو القرى الزراعية، يقضون فيها وقتًا لا يقل عن الخمس ساعات كي يتسن لهم تناول وجبة الإفطار والغداء في الموقع ، ويفضل الأهالي المواقع التي بها الأشجار المرتفعة وتوفر المياه في أوديتها حتى ينتفعون منها.
وتبدأ الرحلات منذ الخامسة فجرًا مجهزين أمتعة الطبخ ومستلزمات الأكل و( الذبيحة ) وهو يعد ثاني أهداف الرحلة بعد الاستمتاع بالأجواء المعتادة في مثل هذه الأيام والطبيعة الجميلة .
وتشتهر منطقة جازان بأودية كبيرة وكثيرة يستهدفها الأهالي للارتحال إليها في مثل هذه الأيام ويعد وادي لجب ثاني وأهم الوجهات بعد شاطئ البحر، التي يتوجه إليها المرتحلون ، لجريان المياه فيه طوال العام وبرودة جوه وتوفر الظل فيه لأنه يقع في جبل منقسم وهذا مايوفر الظل فيه.
ويعد وادي لجب من أخطر الأودية في منطقة جازان، وذلك لصعوبة الخروج منه أثناء جريان المياه وهطول الأمطار، إذ يشهد هذا الوادي هذه الأيام توافد المئات إليه من أجل الاستمتاع به.
ويحتل المركز الثالث الأكثر زيارة وفقًا لمعلومات من رواد هذه المواقع والقريبين منها في منطقة جازان وادي دفا في جبال شرق منطقة جازان والذي تتوفر فيه المياه والأشجار وما يحقق المتعة للزائر والراحة.
ومن الأودية التي تتوفر فيها ذات الموصفات التي يرغبها الزائر وادي شهدان الممتد لحوالي ٦٠ كلم غربًا خصوصًا بالقرب من سد وادي شهدان حيث أشجار الدوم المرتفعة وأشجار الحُمر شاهقة الإرتفاع التي توفر الظل للزوار وكذلك وادي رزان شرق جازان في محافظة هروب الذي يعد من أشهر الأودية سياحيًا لما يحظى به من أمتاد لأشجار العرعر ، التي تشكلت كالجلسات العائلية المغلقة على امتداد الوادي الذي تحيط به الجبال من عدة نواحي ، بحيث تتوسط مجموعة من الأشجار إحداهن تظل المنتصف فيما يظللن ويغلقن باقي الاتجاهات .
وعند التاسعة والنصف قبل اشتداد الحر يقوم المُلِم بالذبح بالذبح بطريقة مناسبة للحنيذ أو المتدي غالبًا ومن ثم يتعاون الرجال والنساء بخبرة كبار السن في اشعال الموقد وهو عبارة عن برميل يدّفن في الأرض وتبقى فتحته التي يوضع فيها الخطب وتُشّعل فيها النيران بكميات مناسبة لطراوة اللحم ، حتى تصبح فحمًا ثم يوضع اللحم على الجمر والبعض يضعه في قصدير، ثم يغلق البرميل بغطاء حديد وفوقه أكياس الخيشة وأشجار الطفي، ومن ثم يدّفن بالتراب منعًا لتسرب الدخان منه ، وفي ثنايا الوقت والانتظار يعودون للتنزه واكتشاف الموقع.
فيما يمكث بعض منهم نساء أو رجال لطبخ الأرز الذي له نكهة خاصة في مثل هذه الرحلات ، بحيث توقد نار بين صخرتين ويوضع القدر عليها ، وحينها تبدأ عملية طبخ الأرز الأبيض وغالبًا ، مايكون أبيض في الرحلات لملاءمته اللحم، وما إن تنتهي ساعة ونصف على الأقل إلا والجميع متواجدون حول المِحّند، متلهفون لخروج اللحم الذي طُبِخ بأشهى الطرق لدى الأهالي في جازان ، ويبدأ خروج اللحم بزح التراب ومن ثم أشجار الطفي، ومن ثم نزع أكياس الخيشة بحذر حتى لا يتسخ اللحم عند خروجه ، ومن ثم إبعاد الغطاء الحديدي .
وما إن ينتهي طرح الأرز في الصحون بحضور الجميع ، يبدأ توزيع اللحم عليها ومن ثم الأكل ، ومرحلة من السكون تمر على الرحلة بعد وجبة الغداء الدسمة ، وبعدها تناول شاي الفحم الذي لابد منه خصوصًا عندما يوضع على الجمر المتبقي بعد تجهيز اللحم .
وبعدها ينتشر الجميع يتنزهون قليلًا ومن ثم العودة للمنازل وهكذا في أغلب رحلات العيد في منطقة جازان ، والتي أصبحت إجازة عيد الفطر المبارك موسمًا لها خصوصًا مع توافقها أحيانًا مع موسم الأمطار.