لقطة نادرة تحكي قصة "كنز جدة" الذي عُثر عليه قبل 57 عاماً.. "أبوخيّال الإنجليزي"

تجمّع العمال بعد علمهم بالخبر ينبشون بأيديهم ويلتقطون ما يجدونه ويضعونه في جيوبهم
لقطة نادرة تحكي قصة "كنز جدة" الذي عُثر عليه قبل 57 عاماً.. "أبوخيّال الإنجليزي"
تم النشر في

قبل 57 عاماً في مطلع عام 1381هـ، تم العمل على توسعة وفتح شوارع جديدة في مدينة جدة، واقتضى ذلك الأمر أن يتم هدم عدد كبير من المباني القديمة ونقل أنقاضها إلى حواف (بحر الطين) بباب جديد؛ لغرض دفن تلك المنطقة كما هو مخطط لها في مشاريع بلدية جدة، وبذلك تم ردم أجزاء كبيرة من البحيرة، وخاصة الجهة الغربية منها بأنقاض المباني القديمة، إلا أن أمراً غير متوقع حدث بعد عملية نقل أنقاض المباني.

ويروي الباحث في تاريخ السعودية عبدالله العمراني، لقراء "سبق" قصة "كنز جدة" الذي عُثر عليه في الستينيات الميلادية بصورة نادرة، وكيف تعامل الأهالي مع هذا الحدث الغريب.

وقال "العمراني": "في صباح يوم الخميس الموافق 15/ 6/ 1381هـ وأثناء عملية نقل مخلفات المباني بالقلابات وتفريغها على حواف (بحر الطين) لاحظ أحد العمال قطعاً من العملات الذهبية (جنيهات إنجليزية) تتدحرج من بين الأحجار، فجرى إليها ليجمع ما يجده، فتجمّع العمال حول المخلفات ينبشون بأيديهم ويلتقطون ما يجدونه من هذه العملات الذهبية ويضعونها في جيوبهم".

وأضاف: "تسامع سكان مدينة جدة بنبأ هذا الحدث العجيب، فكان يوم الجمعة الموافق 16/ 6/ 1381هـ (يوم عطلة)، مما مكّن أكبر عدد من سكان مدينة جدة رجالاً وأطفالاً من التفرغ؛ للبحث عن بقايا هذا الكنز المتناثر من بين أنقاض المباني القديمة على شاطئ بحر الطين، فأخذوا يغوصون بأيديهم وأرجلهم في الماء (كما يظهر من خلال الصورة)، تجول أصابعهم وتصول في الطين وبين الأحجار، وحظي عدد منهم بعشرات الجنيهات والآخر بالقليل منها، وكان منظراً فريداً من نوعه أصاب السكان بحمى الذهب عدة أسابيع.

وتابع: "وبعد هذه الحادثة تم تسمية الشارع الذي شهد عمليات الهدم والتوسعة بشارع الذهب؛ لكون الذهب قد تناثر من أحد مبانيه القديمة التي تم هدمها لأجل التوسعة؛ حيث يُعتبر شارع الذهب أحد شرايين منطقة البلد، يبدأ مدخله من طريق الملك فهد (الستين)، وينتهي عند دوار البيعة أو الخارجية، وتقع به مجموعة من الفنادق، وعدد كبير من المحالّ والأسواق والمباني المكتبية".

ونوّه "العمراني" إلى أن الجنيهات الذهبية هي عملة إنجليزية، وكانت شهرتها توازي شهرة (الريال الفرنسي)، والمستخدم قديماً في الجزيرة العربية، وهذه العملة الإنجليزية نفسها لم تكن معروفة بين الأهالي باسمها الحقيقي، بل اشتهرت باسم الجنيه، وفي بعض الأحيان كان يُطلق عليها اسم (أبوخيّال) وذلك عائد إلى صورة الرجل الذي يمتطي جواداً في ظهر القطعة النقدية المذكورة، أما الوجه فهو يحمل صورة الملك الإنجليزي الذي سكّ القطعة النقدية المذكورة في عهده.

وبيّن الباحث في تاريخ السعودية أن معظم هذه العملات الإنجليزية كانت ترد إلى الجزيرة العربية وأسواقها عن طريق الهند أكبر مستعمرة بريطانية، آنذاك، وكانت ترد أيضاً خلال مواسم الحج، فيما كانت الهند من أهم الأسواق التجارية التي توفر للجزيرة العربية معظم احتياجاتها من السلع، ولقد لقيت العملات الذهبية الإنجليزية رواجاً؛ لثبات وزنها وعيارها، ويبلغ وزن الجنيه الإنجليزي 7.98805 غرامات.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org