على الرغم من المسافة البعيدة نسبيًّا للموقع الذي يقام على أرضه مهرجان "مسك آرت" عن العاصمة الرياض؛ إذ يتطلب الأمر قطع مسافة تزيد على 20 كيلومترًا خارج المدينة، فإن ذلك لم يمنع آلاف الزوار من زيارة المهرجان، والتفاعل مع أقسامه وأركانه والمعارض المقامة فيه بشكل كبير.. ووصلت الحال إلى دفعهم مبالغ من أجل شراء اللوحات المعروضة في المهرجان.
وفي الأيام الثلاثة الأولى للمهرجان، الذي تنظمه مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "مسك الخيرية"، تخطت أعداد زوار مهرجان مسك آرت حاجز الـ63 ألفًا؛ إذ بلغ عددهم في اليوم الأول 16847 زائرًا، فيما حظي اليوم الثاني بزيارة 24216 زائرًا، فيما كان نصيب اليوم الثالث 22846 زائرًا من الجنسين.
يقول رسام الكاريكاتير عبد الله جابر، الذي كان يقف أمام لوحاته الكاريكاتيرية، إنه كان منبهرًا جدًّا بمستوى التفاعل الكبير الذي أبداه المواطنون والمواطنات من شرائح المجتمع كافة مع المعرض، مؤكدًا أن مستقبل الفن في البلاد يبدو واعدًا جدًّا في ظل الاهتمام منقطع النظير الذي عكسه مهرجان مسك آرت، ومتنبئًا بأن البلاد مقبلة على صناعة فنية كبيرة خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأسهمت الإبداعات الفنية التي أظهرها فنانو مسك آرت في إسقاط الكثير من المقولات التي كانت تعتبر من المسلَّمات، ومنها مقولة "صاحب مهنتين كذاب"؛ إذ أثبت الفنانون عدم صحة تلك المقولة؛ وذلك لتعدُّد المهن الأساسية للفنانين المشاركين في مهرجان مسك آرت بين مهن: التدريس، والطب، والهندسة، والأعمال الإدارية، وغيرها.
وتسعى مؤسسة مسك الخيرية إلى تنمية مهارات الموهوبين؛ إذ فتحت المجال لهم، إضافة إلى إتاحة الفرص للتعاون والتعارف بين فنانين محترفين وهواة خليجيين وعالميين، ينتهجون اتجاهات فنية مختلفة؛ لنقل المعرفة إلى الفنانين السعوديين، والتعرف على الأعمال الفنية المحلية.
وقدَّم المهرجان برامج تفاعلية للفنانين الشباب، أتاحت الفرصة لتبادل الأفكار ،ومشاركة الفنانين من دول الخليج والدول العربية والعالم اهتماماتهم وإبداعاتهم.. كما تضمنت العديد من الأنشطة الترفيهية القائمة على المشاركة، وذلك في خطوة تسعى من خلالها المؤسسة إلى تشجيع الشباب بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة على التفاعل والإبداع، وذلك عبر جلسات نقاشية، تُعقد على خشبة مسرح مسك آرت، وخلال ورش العمل الفنية المتخصصة.