"مصمم شجرة آل سعود".. غادر الدنيا بعد 80 عاماً من توثيق التاريخ

"سبق" تروي تفاصيل أخرى عن حياته.. وأصدقائه وعاداته الرمضانية
"مصمم شجرة آل سعود".. غادر الدنيا بعد 80 عاماً من توثيق التاريخ
تم النشر في

قبل نحو 6 أشهر، غيب الموت المؤرخ الشيخ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد عن عمر ناهز الـ88 عاماً قضاها في توثيق التاريخ السعودي، وكمؤرخ خاص لعدد من الأحداث والملوك في البلاد، وأديت الصلاة عليه بجامع الملك خالد بمدينة الرياض.
 
ولد "الرويشد" رحمه الله في الدرعية عام 1928، في مدينة الرياض، وعاصر كل تطوراتها والتحولات التي شهدتها عبر 80 عاماً.
 
شجرة آل سعود
وحصل "الرويشد" على جائرة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، ووسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، كما أوكل له الملك فهد عمل شجرة الأسرة المالكة؛ حيث وضع قاعدة معلوماتها حتى باتت مرجعاً أساسياً لتاريخ الأسرة الحاكمة.
 
ومن أهم مؤلفاته: "الستون رجلاً خالدو الذكر"، و"قصر الحكم في مدينة الرياض"، و"إمارات اليمامة من حكم الفوضى حتى قيام الدولة السعودية"، و"الجذور الأصلية للتعليم في وسط الجزيرة العربية".
 
بداياته الأدبية
وعن تفاصيل حياته، قال رفيق دربه المستشار بإمارة منطقة الرياض سابقاً وعضو النادي الأدبي بالرياض "عبدالله سالم الحميد" لـ"سبق": إن الشيخ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد يعتبر مؤرخاً للأسرة الحاكمة وعَمِلَ رئيساً لتحرير مجلة الدعوة عدة سنوات، وأول مَن أسس وأصدر مجلة تُعنى بالأجيال من الأطفال والشباب، هي "مجلة الشبل"، التي كانت توزع في المدارس والمعاهد والإدارات الحكومية مع الصحف والمجلات المحلية وغيرها، ثم تضاءل الاهتمام بها، وينبغي دعمها ضِمن دعم الفكر والثقافة لتسهم في الارتقاء بوعي الناشئة من الجيل الجديد.
 
وأضاف: أنشأ الشيخ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد دار نشر تتولى إصدار الكتب الثقافية والتاريخية والتوثيقية؛ سواء التي يتولى تأليفها بنفسه، أو يصدرها غيره من الأدباء والمؤرخين، ومن أهم كتبه التاريخية: "قصر الحكم في الرياض- أصالة الماضي وروعة الحاضر"، و"الجداول الأسرية لسلالات العائلة المالكة السعودية"، و"الشهداء من آل سعود- شهداء الوحدة والتوحيد" وهوكتاب فريد في نوعه وموضوعه لم يتطرق كاتب أو مؤرخ إلى موضوعه واختصاصه، بالإضافة إلى كتاب "محمد بن عبدالعزيز أمير الأمراء وسليل الملوك" يتناول سيرة الأمير محمد بن عبدالعزيز الذي أسند إليه والده الملك عبدالعزيز فتحَ المدينة المنورة عام ١٣٤٤هـ- ١٩٢٥م؛ حيث سلمت له وجميع موانئها والقرى التابعة لها من قِبَل أميرها الشريف (شحات).
 
مكتبته الفريدة
وتابع: للشيخ عبدالرحمن الرويشد مكتبة تراثية ضخمة تضم مجموعة من الكتب القيمة في التاريخ والأدب والثقافة. كانت ملتقى الأدباء والمثقفين.. يقصدها الباحثون من الأساتذة والطلبة للإفادة من المصادر والمراجع الموجودة بها، وإلى جانب اهتماماته التاريخية والثقافية؛ كان عضواً في "دارة الملك عبدالعزيز" وأحد أهم المستشارين العارفين بتاريخ الأسرة السعودية الحاكمة؛ لما تختزنه ذاكرته من معرفة، ولصلته المباشرة بمصادر المرجعية التاريخية، وفي مقدمتهم العلامة المفكر العارف بالسيرة والتاريخ الملك سلمان بن عبدالعزيز.
 
وأوضح "الحميد" أن بيت الشيخ المفكر عبدالرحمن الرويشد ومكتبته؛ كانت ملتقى للمحبين وعشاق الأدب والثقافة في رمضان الماضي، واليوم يفتقد الأدباء والمثقفون تلك الشخصية الفريدة وذلك الرجل المتفرغ لخدمة وطنه وأمته في تاريخها وأدبها وثقافتها. رحمه الله رحمة واسعة.
 
افتقاد الأصدقاء
وعلى صعيد الأصدقاء، أكد شقيقه "محمد" لـ"سبق" أن رمضان هذا العام مختلف عن ما مضى؛ حيث يفتقد أصدقاؤه ومحبوه ذلك التاريخ الوطني السعودي الذي تجسّد في شخصية الشيخ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد؛ ذلك القلب الذي اتسع للوطن ممثلاً في عقيدته وتاريخه وجغرافيته وطيف سكانيه؛ مسخراً سنوات عمره وعميق فكره في خدمته من خلال الدراسة والبحث في تاريخه، وتسليط الضوء على رجال وهبوا حياتهم في سبيل الله ثم حب هذا الوطن.
 
وعلى المستوى العائلي، يؤكد شقيقه "محمد" أن عائلته فَقَدَت أباً حنوناً وأخاً متفانياً وقدوة رائعة لكل أفرادها؛ فحين نتحدث عنه نتذكر شخصاً عظيماً غمر الجميع بحبه ولطفه، وكان السندَ والناصحَ الأمين لكل محتاج، وأكسبَ الجميعَ إرثاً معنوياً نفخر به فرحمه الله وجمعنا به في جنة الخلد.
 
رمضانيات "الرويشد"
وعن حياته في رمضان قال ابنه إبراهيم لـ"سبق": كان والدي ينشط في أداء العبادة في شهر رمضان المبارك، ويحافظ على صلوات التراويح والقيام في المسجد، كما أن القرآن كان لا يفارقه أبداً، وله أعمال جليلة في خدمة الضعفاء والمحتاجين؛ مؤكداً أن مرارة الفقْد وغصة الرحيل تتكرر أمامه؛ برغم مضيّ 6 أشهر على وفاة والده؛ خصوصاً عندما تحضر إنجازاته ويذكر تاريخه الحافل بالأمجاد؛ ولكنها سنة الحياة ومشيئة الله التي لا اعتراض عليها.
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org