
طالب "معهد واشنطن" الأمريكي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، الولايات المتحدة الأمريكية، بضرورة الدخول على خط قضية تاجر المخدرات الذي يطلق عليه "ملك الكبتاغون" في لبنان، ويقوم بتهريبها الى عدد من الدول، من بينها: اليونان وماليزيا والسعودية ودول الخليج الأخرى.
وأشارت ورين فريدريكس الباحثة الأمريكية في شؤون الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، إلى أنه تم توقيف حسن محمد دقو، المعروف بـ "ملك الكبتاغون" عام 2021 في بيروت، بسبب علاقاته الوثيقة مع "حزب الله" ودوره في تهريب المخدرات، إلا أنه تم تأجيل إصدار الأحكام في قضيته إلى أجل غير مسمى وهو الأمر الذي يثير التخوف والقلق بعدم محاكمته.
وقالت الباحثة الأمريكية إن دقو (سوري الجنسية) وحصل على الجنسية اللبنانية في عام 2018، رغم القبض عليه في سبتمبر 2015 إلا أنه تم إطلاق سراحه بعد فترة وجيزة وسرعان ما بدأ في مساعدة "حزب الله".
وتابعت أن حسن دقو، هو نجل أحد كبار المهربين، وافتتح صالة عرض للسيارات والعديد من الشركات الوهمية في سوريا ولبنان قبل أن يبدأ في استيراد المواد الخام اللازمة لإنتاج الكبتاغون، كما بدأ يشتري أراضي زراعية شاسعة في لبنان لبناء إمبراطوريته من المخدرات.
واعتباراً من منتصف عام 2020، اشترت شركة "سيزر" للإنشاءات التابعة لدقو 13 مليون متر مربع من الأراضي المحيطة بطفيل تحت ستار توفير فرص العمل والاستثمار المحلي، ولكن بدلاً من وفاء دقو بوعده "بتوظيف شباب البلدة" وتوفير فرص عمل في مصانع جديدة ومصانع الأسمنت، قام بتدمير المحاصيل (من بينها نحو 450 ألف شجرة فاكهة) وهدم عديداً من المنازل بالجرافات، ورافقت عناصر مسلحة تابعة لـ "حزب الله" المقاولين المشرفين على هذه العمليات واُجبِر الكثير من السكان على الاختيار بين دفع رشوة او التهجير القسري عن منازل أجدادهم، كما تعرض عددٌ ممّن اعترضوا على تصرفات دقو للاعتداء عليهم بالضرب من قبل عناصر "حزب الله".
وأضافت الباحثة أنه تم توقيف دقو بعد الاعتداء واختطاف أحد المواطنين اللبنانيين إلا أنه تم الإفراج عنه فوراً، مشيرة إلى أن دقو قام باستغلال الأراضي وهذه المصانع لبناء مملكة الكبتاغون بمساعدة مسؤولين في "حزب الله"، ويملك قصوراً في منطقة الطفيل وغرب سوريا تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، ويتنقل نها إلى مساكن مختلفة في زحلة وبيروت بمرافقة مواكب مكون من 12 سيارة ورجال مسلحين.
وأكدت ورين فريدريكس أن هناك ارتفاعاً في إنتاج الكبتاغون في لبنان، وتمّت في أوقات سابقة سلسلة عمليات مصادرات ضخمة طالت شحنات مصدرها من لبنان أو من ميناء اللاذقية السوري، حيث أحبطت السعودية في أبريل 2021 محاولة تهريب 5.3 مليون حبة مخبأة في فاكهة الرمان، كما ساعدت السعودية دولة ماليزيا على اعتراض شحنة تضم 800 ألف حبة مخدرة بقيمة 94 مليون دولار مصدرها اللاذقية، وتمّ إثر ذلك اعتقال دقو لاحقاً.
وقالت ان حسن دقو، رغم بقائه في السجن، إلا أن "حزب الله" جهزوا له غرفة مريحة يتوافر فيها كل الهواتف والإنترنت والأجهزة الإلكترونية المختلفة ليستمر في إدارة عمليات تصنيع المخدرات وتهديد المعترضين على عملياته في تهريب المخدرات.
وطالبت الباحثة الأمريكية، حكومة الولايات المتحدة، بضرورة الدخول على الخط حتى يتم إصدار حكم في قضية دقو، وإثارة الاهتمام الدولي في هذه القضية لارتباطها بتجار مخدرات دولياً ولإفشال إطلاق سراحه وإنهاء إمبراطوريته.