
كشفت صور ومعلومات متداوَلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن توافر منتجات لشركة مونسانتو الأمريكية في السوق السعودية وأسواق الشرق الأوسط، بالتزامن مع أزمة المطالبات بمنع الترخيص للشركة.
الصور التي تم تداولها كشفت عن منتجات غذائية وأخرى زراعية معدَّلة وراثيًّا للشركة، ادُّعي وجودها بالأسواق، رغم أن تلك المنتجات يُتشرط لدخولها إصدار تراخيص لها من وزارة البيئة والمياه والزراعة، وكذلك الهيئة العامة للغذاء والدواء؛ كونهما الجهتَين المسؤولتَين عن مدى سلامة تلك المنتجات الغذائية ومطابقتها للمواصفات.
والشركة التي دار حولها الجدل أسوة بشركات كبرى أخرى تُعتبر إحدى الشركات العالمية، ومدرجة في بورصة نيويورك، وتُقدر قيمتها السوقية بـ51 مليارًا، فيما بلغت مبيعاتها السنوية ١٥ مليار دولار في ٢٠١٥.
وبدأت الشركة نشاطها في عام ٢٠٠٠، وكانت في مجال الصناعات الكيميائية، وكانت من كبرى ١٠ شركات كيمائية في أمريكا لتصنيع وأبحاث كيميائية، وكانت من أولى الشركات التي قدمت تطبيقات وبحوثًا في صناعة الإضاءة LED حتى قررت التركيز على مجال الأبحاث والصناعات والعقاقير الحيوية.
وتعمل الشركة في 28 دولة أوروبية، منها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وفقًا لتراخيص نظامية تكشف عن سلامة منتجاتها.
المفارقة التي كشفتها الصور المتداوَلة هي أن وسائل التواصل الاجتماعي قد ضجت خلال الفترة الماضية بمطالبات إيقاف قرار السماح للشركة بمزاولة أعمالها بالسعودية، في حين أن منتجاتها موجودة في السوق السعودية منذ سنوات، ومرخصة من وزارة البيئة وهيئة الغذاء والدواء!!
"سبق" وجَّهت استفسارًا للهيئة العامة للغذاء والدواء، قالت فيه: "المنتجات المعدَّلة وراثيًّا من شركة مونسانتو الأمريكية أثارت ضجة في وسائل التواصل الاجتماعي، وحاليًا متداوَل أنها متوافرة بالسوق السعودية، هل بالإمكان التوضيح عن كيفية دخولها وصحة ما تردد عن ضررها؟".
وأجاب المدير التنفيذي للتوعية والإعلام في الهيئة، الصيدلي عبدالرحمن السلطان، بقوله:
تتابع الهيئة العامة للغذاء والدواء، من خلال منافذ دخول الغذاء المستورد للمملكة، جميع المنتجات الغذائية؛ للتأكد من مطابقتها للوائح الفنية والمواصفات القياسية المعتمدة. وتحرص الهيئة على تطبيق أفضل الممارسات العالمية في الكشف عن المنتجات الغذائية التي تحتوي على مكونات قد تكون معدلة وراثيًّا، وذلك باستخدام العديد من الطرق المعتمدة عالميًّا للكشف عن الأغذية المعدَّلة وراثيًّا. ومن هذه الطرق استخدام طريقة PCR ، من خلال استخلاص الحمض النووي للعينة المراد الكشف عنها، ومن ثم قياس تركيز الحمض النووي، ومعرفة ما إذا كانت المادة معدَّلة وراثيًّا أم لا.
ويمكن لمختبرات الهيئة العامة للغذاء والدواء الكشف عن نوع التعديل الوراثي للمنتج، وذلك من خلال عملية التحقق من وجود أو عدم وجود التعديل الوراثي على المادة الغذائية.
وتعتمد الهيئة العامة للغذاء والدواء على عدد من الأنظمة والتشريعات الصادرة عن هيئة التقييس الخليجية، بما يخص سلامة المنتجات الغذائية المصنعة من حبوب وبذور معدَّلة وراثيًّا. ويأتي ذلك انطلاقًا من دورها في ضمان سلامة المنتجات الغذائية المصنعة من حبوب وبذور معدَّلة وراثيًّا، ومنها ما يأتي:
1- اللائحة الفنية الخليجية رقم (GSO 46) " تقييم سلامة الأغذية المنتجة باستخدام الكائنات المحورة وراثيًّا DNA ".
2- اللائحة الفنية الخليجية رقم (GSO 2143) " المتطلبات العامة لتقييم المخاطر والتتبع للمنتجات المحورة وراثيًّا".
3- اللائحة الفنية الخليجية رقم (GSO 2142) " المتطلبات العامة للأغذية والأعلاف المصنعة المحورة وراثيًّا".
4- اللائحة الفنية الخليجية رقم (GSO 2141) " المتطلبات العامة للمنتجات الزراعية غير المصنعة المحورة وراثيًّا".
5- المواصفة الغذائية الخليجية رقم (GSO 45) " الدليل الإرشادي لتقييم سلامة الأغذية المشتقة من نباتات محورة وراثيًّا (دي إن آ)".
6- المواصفة الغذائية الخليجية رقم (GSO 44) " أسس تحليل المخاطر للأغذية المشتقة من التقنية الحيوية الحديثة".
وتضمنت اللائحة الفنية الخليجية رقم (GSO 2142) " المتطلبات العامة للأغذية والأعلاف المصنعة المحورة وراثيًّا" في البند (4/ 1) "المتطلبات العامة" التي يجب توافرها في الأغذية والأعلاف المصنعة والمحورة وراثيًّا ومكوناتها، المحتوية أو المركبة أو المنتجة من كائنات محورة وراثيًّا، وبنسبة تزيد على 1 % في المكونات، كلٌّ على حدة.