تشتهر المملكة بالعديد من الأماكن التاريخية ذات المكانة العظيمة التي تعبّر عن مدى عظمة وسمو تاريخ السعودية، ومن بين تلك المدن مدائن صالح، والتي كانت تعرف قديمًا بـ"الحجر"، وهي موقع أثري يقع في إقليم الحجاز بشبه الجزيرة العربية، شمال غرب المملكة، وتحديدًا تقع في محافظة العلا.
وتفصيلاً، تشهد محافظة العلا العديد من التطورات ضمن أهداف رؤية المملكة 2030م، حيث تحتل المحافظة مكانة استراتيجية مهمة بالسعودية، ولـ"مدائن صالح"، ذات الأهمية حيث إن لها موقعًا استراتيجيًا على الطريق الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر.
"وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ"، هكذا ذكر رب العالمين قوم ثمود، حيث إن الثموديين هم أول من سكن الحجر وأول من نحت المنازل في الصخور وجاء بعدهم الأنباط، وأرسل الله إليهم نبيّه صالح، حيث دعاهم إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام ولكنهم لم يؤمنوا به، ومع استمرار دعوته لهم، طلبوا منه أن يخرج لهم ناقة من صخرة كبيرة لديهم، وأنهم سوف يؤمنون إذا نفّذ هذا الأمر، فدعا الله أن يُخرج الناقة واستجاب الله له.
وتتميز مدائن صالح بوجود عدة أماكن بها نقوش أثرية وكتل صخرية، ما يجعلها من المتميزة على مستوى العالم، وللمدائن شهرتها التاريخية التي استمدتها من موقعها على طريق التجارة القديم الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية والشام، كما أنها من أهم حواضر الأنباط.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة "اليونسكو"، عام 2008م، أن مدائن صالح موقع تراث عالمي، وأصبحت أول موقع في السعودية ينضم إلى قائمة مواقع التراث العالمي، ثم تلا ذلك انضمام حي الطريف في مدينة الدرعية التاريخية، بالإضافة إلى مدينة جدة التاريخية.
ويُذكر أنه في 3 مايو 2018م، قد أغلقت الهيئة الملكية مدائن صالح لإجراء بحوث متعلقة بحمايتها والحفاظ عليها، واستمر الأمر حتى عام 2020م، وتماشيًا مع أهداف رؤية المملكة 2030م، ستُسهم الهيئة الملكية لمحافظة العلا بإضافة مقدار 120 مليار ريال سعودي للناتج المحلي للمملكة، بحلول عام 2035، والتي سيتم ضخ معظمها في الاقتصاد المحلي لـ"العلا".
وأعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا في 10 فبراير 2019م، عن خطتها الرامية إلى تطوير العلا بطريقة مسؤولة؛ من أجل تحويلها إلى وجهة عالمية للتراث، وجاءت في صدارة مدن المحافظة، مدائن صالح، والتي جعلت العالم يقف أمام مقوماتها التاريخية العريقة.
وأذهلت مدائن صالح 22 دولة في اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو عام 2008م، وأصبحت وقتها أول موقع سعودي يُسجل بالتراث العالمي، وتسعى المملكة إلى أن تكون مدائن صالح مزارًا تاريخيًا ضمن أهداف رؤية السعودية 2030م.