"الدارة" تسرد المراحل الأولى لتأسيس الطرقات وإنشاء وزارة المواصلات بالسعودية

"الدارة" تسرد المراحل الأولى لتأسيس الطرقات وإنشاء وزارة المواصلات بالسعودية

المملكة شهدت بعد توحيد البلاد ربط المدن مترامية الأطراف بشبكة طرق حديثة
تم النشر في

شهدت السعودية بعد توحيد البلاد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- بدء مرحلة جديدة في قطاع النقل، وفتح آفاق أخرى نحو الاستمرار في تنمية القطاع الحيوي، من خلال ربط مدن السعودية مترامية الأطراف بشبكة من الطرق الحديثة.

ووضع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- اللبنات الأولى لوزارة النقل بعد استعادته الحكم السعودي في البلاد، وتوحيد أجزائها المختلفة، وذلك من خلال رحلاته الملكية المتعددة من الرياض إلى مكة المكرمة، ومن جدة إلى الرياض مرورًا بالمدينة المنورة، ومن الرياض إلى المدينة المنورة، ومن الرياض إلى الأحساء والكويت.

وزارة المواصلات

تأسست وزارة المواصلات عام 1372هـ/ 1953م على يد المؤسس -رحمه الله-، وكانت مهمة الوزارة آنذاك الإشراف على الجوانب كافة المتعلقة بالمواصلات، من طرق وسكك حديدية وموانئ.

وحدد -رحمه الله- الاستراتيجية التي انتهجها فيما يتعلق بمشروعات الطرق، وأولها تحقيق الأمن على الطرق التي تربط مدن السعودية ومناطقها المتعددة، سواء كانت طرق قوافل أو طرق سيارات، وإعطاء الأولوية لمشروعات الطرق التي تخدم الأهداف الأمنية وتحققها.

وكانت الطرق المعبدة والممهدة في السعودية قليلة في مرحلة ما قبل التوحيد 1319–1351هـ/ 1902-1932م. ومن أهم تلك الطرق الطريق الذي كان يربط بين الرياض والقصيم مرورًا بالدرعية، والطريق بين المدينة المنورة والقصيم الذي أمر الملك عبدالعزيز بتعبيده سنة 1345هـ/ 1926م، والطريق بين جدة ومكة المكرمة، كما تم اكتشاف طريق الرياض-الأحساء سنة 1347هـ/ 1929م.

تعبيد الطرق

وبعد أن وطّد الملك المؤسس الأمن في البلاد بدأ في تعبيد طرق السيارات، وكانت البداية بإصلاح الطريق بين مكة المكرمة وجدة، وتعبيده، وأولى عنايته -رحمه الله- لكل الطرق التي تربط مدن الحجاز بعضها ببعض، مثل طريق مكة المكرمة – الطائف، الذي بدأت السيارات تتنقل عبره منذ ربيع الأول 1346هــ/ سبتمبر 1927م، ثم أمر الملك عبدالعزيز بالكشف عن طريق جديد، يربط بين مكة المكرمة والطائف، بدلاً من الطريق القديم؛ فأرسلت أمانة مكة المكرمة لجنة، توصلت إلى طريق يبدأ من مكة المكرمة، ويمر بـ(الشرائع – خروب – الشرقة – حمى النمور – وادي محرم – جماجم – وادي المسرة – الطائف)، وقامت أمانة العاصمة برفع تقرير عن الطريق للملك عبدالعزيز الذي أمر ببدء العمل لإنجازه.

طرق مكة المكرمة

اهتمت حكومة الملك عبدالعزيز بطريق مكة المكرمة – نجد، الذي بدأ العمل في تعبيده في ذي القعدة سنة 1348هـ/ إبريل 1930م، وذلك بإزالة العقبات التي كانت تعترض سيارات المسافرين. وبحلول ربيع الأول 1350هـ/ يوليو 1931م فرغ من إنجاز الإصلاحات، وأصبحت السيارات تسير في هذا الطريق دون مشقة بعد أن كانت وعرة وشاقة.

وفي هذا الخصوص ذكر الدكتور عبدالله الصالح العثيمين في كتابه "تاريخ المملكة العربية السعودية – الجزء الثاني": أدرك الملك عبدالعزيز الأهمية الكبيرة للمواصلات والاتصالات الحديثة في ربط مناطق السعودية مترامية الأطراف، وترسيخ الأمن في ربوعها، وتحسين أوضاع معيشة سكانها، فأولاهما ما يستحقانه من اهتمام، وكان أن بادر إلى إدخال السيارات إلى البلاد لاستعماله الخاص، واستخدام الجهات الرسمية في الدولة، ونقل البضائع والمسافرين، حجاجًا ومواطنين، بطريقة أسرع وأيسر مما كانت عليه الحال عندما كانت الإبل هي الوسيلة الأولى لذلك كله. وبدأت الحكومة بتمهيد الطرق وتعبيدها حسب إمكاناتها المادية والفنية، وكان أول طريق عُبد في البلاد هو ذلك الذي يربط مكة بجدة، الذي مُد فيما بعد من مكة إلى عرفات.

وتابع: من الواضح أن البدء بذلك الطريق يعكس الرغبة الأكيدة لدى قيادة تلك الحكومة في تخفيف المتاعب التي كان يلاقيها حجاج بيت الله الحرام. ولعل مما يزيد الرغبة وضوحًا البدء بتعبيد الطريق بين جدة والمدينة المنورة. ومع أن منطقة الحجاز كانت لها الأولوية في توجيه الحكومة لتمهيد الطرق وتعبيدها؛ وذلك لمكانتها الدينية ووفود الحجاج إليها، فإن المناطق الأخرى لم تغب عن التوجه المذكور تفكيرًا وتخطيطًا.

طرق المشاعر

ومنذ موسم حج سنة 1345هـ/ 1929م بدأت السيارات في منافسة القوافل؛ إذ استُخدمت في نقل الحجاج لأول مرة في تلك السنة، كما اهتمت حكومة الملك عبدالعزيز –رحمه الله– بطرق المشاعر، ومن أهمها طريق مكة المكرمة – منى – عرفات الذي بدأت عمليات إصلاحه وتعبيده منذ سنة 1346هـ/ 1927م. وفي سنة 1348هـ/ 1929م أصدر الملك عبدالعزيز أمره بضرورة فتح أربعة شوارع في منى.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org