أظهرت عدةُ دراسات أن 20% من مرضى الكبد الدهني هم أشخاص نحفاء، وأنهم يعيشون عمرًا أقصر ويعانون مضاعفات أكثر من أصحاب البدانة، وهو ما يمثّل لغزًا لسنوات طويلة تتعلّق بهذا المرض.
وتمكّن الباحث السعودي محمد بن عمر العرابي، المبتعث بجامعة سيدني، من تقديم نظرية جديدة لحلّ هذا اللغز في دراسة نشرتها مجلة الكبد العالمية والمختصّة في هذا النوع؛ حيث استطاع اكتشاف طول "التيلومير" عند هؤلاء المرضى أقصر بكثير من البدناء؛ وذلك لزيادة معدلات الأكسدة التي تؤثّر بالسلب على سلامة التيلومير؛ وهو عبارة عن تسلسل متكرر من النيوكليوتيدات، والتي تقع في نهاية الكروموسومات.
وتوصّل إلى أنه فيما يخصّ قصر التيلومير في البشر، فيمكن أن يُحْدِث الشيخوخة وزيادة معدلات الوفاة، وهو السبب خلف زيادة معدل الوفيات بين النحفاء من مرضى الكبد الدهني.
وقال الباحث السعودي محمد بن عمر العرابي: لم يكن كثيرٌ من الناس، بما فيهم الأطباء، يولون اهتمامًا كبيرًا بمرض الكبد الدهني حتى ثمانينيات القرن الماضي، لكن أصبح معروفًا الآن أن الكبد الدهني يعدّ واحدًا من أكثر الأمراض المنتشرة التي يعاني منها أكثر من ربع سكان العالم، وتعدّ مشكلة حقيقية في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث يتطوّر المرض على مراحل ولا يسبّب عادة أيّ علامات أو أعراض في الحالات المعتدلة منه، ولكن مع تطور المرض قد يتسبّب في حدوث تليّف الكبد وإصابته بالسرطان، كما أن المصابين بهذا المرض أكثر عرضة من غيرهم لمشكلات داخل شرايين القلب، والتي من الممكن أن تؤدّي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية، وينجم مرض الكبد الدهني غير الكحولي عن تخزين الكثير من الدهون في خلاياه، وغالبًا ما ترتبط الإصابة به بمرض السمنة، ولا يوجد له علاج حتى الآن.
وأضاف: هذا النوع من الاكتشافات سوف يسمح للباحثين والمهتمين بالوصول إلى التركيبة الدوائية المناسبة للتحكم في هذا المرض، وهذا ما يتم العمل عليه الآن.