يلتهم "شمساً" كل يوم.. مرصد عربي يصوّر "الثقب الأسود الأكثر نمواً في الكون"!

أكثر إضاءة من الشمس بـ 500 تريليون مرة ويحتاج ضَوْؤه إلى 12 مليار سنة ليصلنا
يلتهم "شمساً" كل يوم.. مرصد عربي يصوّر "الثقب الأسود الأكثر نمواً في الكون"!

استطاع فريق من مركز الفلك الدولي متابعة وتصوير "الكوايزر" J0529-4351 الذي يعد من ألمع الأجسام الفلكية في الكون.

وأوضح عضو مركز الفلك الدولي، رئيس الجمعية الفلكية الأردنية الدكتور عمار سكجي، في بيانٍ له أوردهُ لـ"سبق"، أنه تم التقاط "الكوايزر" وتصويره في أثناء وصوله إلى أقصى ارتفاع (نحو 22 درجة) من مرصد الختم الفلكي في أبوظبي، وكان لمعانه من القدر 15.7، والقدر الحدي في ذلك اليوم وفي تلك البقعة من السماء كان 17، وهذه الصورة هي عبارة عن تجميع صور عدة، ومدة تعريض كل صورة 3 دقائق.

وأضاف: يظهر "الكوايزر" في الصورة على شكل نجمٍ ما بين الخطين الاصفرين، وإن رصد هذا "الكوايزر" والذي يحتاج ضَوْؤه إلى 12 مليار سنة لكي يصل إلينا يشكل رسالة من الأضواء الخافتة القادمة من الماضي المبكّر للكون، ويعطي لمحة فريدة عن طفولة الكون.

وأشار "سكجي"، إلى أن "الكوايزرات" هي المناطق المتضاغطة حول الثقب الأسود أو الثقوب السوداء في أنوية المجرات النشطة، حيث تقوم الثقوب السوداء بالتهام المادة المحيطة بها، وقال: نتيجة انهيار المادة في مرحلة الالتهام تنبعث منها كميات هائلة من الطاقة والضوء، وتعد "الكوايزرات" من أكثر الأجرام الكونية سطوعاً، مما يعني أنه حتى الأجسام البعيدة جداً يمكن رؤيتها أو رصدها من الأرض، كما تم أمس في مرصد الختم الفلكي.

وذكر أن هذا "الكوايزر" اكتُشف باستخدام التلسكوبات الكبيرة التابعة للمرصد الأوروبي الجنوبي، وأنه ليس فقط من ألمع "الكوايزرات"، بل إنه الجسم الأكثر سطوعًا الذي تم رصدهُ على الاطلاق، حيث إنه أكثر إضاءة من الشمس بـ 500 تريليون مرة، وإن الثقب الأسود في هذا "الكوايزر" حطم الأرقام القياسية، حيث إنه يلتهم مادة كبيرة حوالي نجم بحجم شمسنا كل يوم، مما يجعله الثقب الأسود الأكثر نموًا حتى الآن.

وتابع: تبلغ كتلته 17 مليار مرة من كتلة الشمس وموجود في أنوية المجرات النشطة، وهو يبتعد عنا أكثر من 12 مليار سنة ضوئية، وأن نصف قطر التراكم للثقب الأسود يساوي تقريبًا المسافة بين الأرض ونجم ألفا قنطورس، ويعد أكبر قرص متراكم في الكون، وأن هذا الاكتشاف المتشكل بعد 1.7 مليار سنة من الانفجار الكوني العظيم، قد يضع النماذج الكونية على المحك وخاصة نظريات تشكل المجرات والثقوب السوداء العملاقة في الماضي المبكر للكون.

وأبان: تم رصد هذا "الكوايزر" من خلال مسح "شميدت" للسماء الجنوبية، في عام 1980 لكن الأمر استغرق عقودًا من البحث والتمحيص للتأكيد على أنه "كوايزر"، وتم التأكيد الآن، وقد نشر البحث العلمي في مجلة الناتشر استرونومي المرموقة في 19 فبراير 2024، وما زال البحث العلمي والتحليل جارٍ حتى الآن حول هذا "الكوايزر"، حيث يقترح علماء الفلك استخدام الذكاء الصناعي وتعلم الالة في المساعدة على كشف "الكوايزرات" الموجود في قواعد البيانات الخاصة بمسح السماء.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org