حثّ أطباء ضيوف الرحمن على ضرورة الاهتمام بساعات النوم الصحية خلال أداء نسك الحج في المشاعر المقدسة، وذلك تفاديًا للمتاعب الجسدية والشعور بالخمول والنعاس المتكرر، محذرين من الوجبات الثقيلة ومشروبات الكافيين والسهر.
وقال البروفيسور سراج عمر ولي، استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم، مدير مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، إن أهمية النوم خلال أيام الحج لا تقل عن الأيام الاعتيادية، إذ يحتاج الجسم إلى الراحة التي تجدد من الحيوية والنشاط، مبينًا أن فوائد النوم الصحي خلال فترة الحج عديدة من أهمها تحسين أداء الحاج البدني والأداء الروحي، حيث إن النوم الكافي يدعم التركيز العالي في الدعاء والصلاة والذكر، ويساعد على تجديد طاقة الجسم، كما يساعد أيضًا على الاسترخاء والتخلص من التوتر، بجانب تعزيز جهاز المناعة والحفاظ على الصحة العامة ومقاومة الأمراض المعدية بمشيئة الله، وتخفيف الآلام والإرهاق والتشنج العضلي التي يمكن ان يشعر بها الحاج خلال أداء المناسك.
وأكد "ولي" أن النوم الصحي هو الذي يضمن إفراز هرمون الميلاتونين بشكل صحيح ليلًا؛ فالهرمون موجود بشكل طبيعي في الجسم، وينتج من الغدة الصنوبرية في الدماغ، ويلعب دورًا مهمًّا في تنظيم دورة النوم لدى الإنسان، ويكون أعلى مستويات إفرازه في ساعات الليل المتأخرة "3 إلى 4 صباحًا"، أي نحو 3 ساعات بعد الدخول في النوم، ثم يبدأ في الانخفاض تدريجيًا استعدادًا للاستيقاظ.
فيما قالت الدكتورة غفران بن عفيف، استشارية الباطنة وطب النوم بمركز طب وبحوث النوم، إن فترة الحج تعد واحدة من أهم الفترات الدينية في العالم الإسلامي، حيث يتوافد المسلمون من شتى بقاع الأرض لأداء مناسك الحج في مكة المكرمة، ولذا من المهم جدًا أن يحافظ ويحرص الحاج على نمط نوم صحي وجيد خلال فترة الحج، فهو يساعد على تجنب الإصابة بالتعب والإجهاد والمرض ويمنح الحاج الطاقة الكافية لأداء المناسك بكل يسر وسهولة.
ووجهت د.غفران بعض النصائح الهامة التي يجب اتباعها للحفاظ على نوم صحي خلال فترة الحج وهي تخصيص ساعات محددة للنوم والالتزام بها في كل يوم لمدة لا تقل عن 8 ساعات وتجنب السهر، التأكد من النوم على فراش مريح ما أمكن مع الحرص على تهيئة الجو المناسب للنوم مثل تخفيف الضوء والضوضاء باستخدام غطاء للعين وسدادات الاذن المانعة للإزعاج، ومن الممكن أخذ غفوة (قيلولة) أثناء النهار لتجديد نشاط الحاج ولكن لمدة لا تزيد عن النصف ساعة والوقت المناسب هو بعد الظهر أو قبل صلاة العصر، بالإضافة إلى الحفاظ على درجة حرارة الغرفة المناسبة لمنع الحرارة أو البرودة الزائدة والتأكد من وجود تهوية جيدة ، ومن النصائح ايضاً تجنب الأطعمة الثقيلة قبل النوم، حيث يصعب هضمها وتسبب الشعور بالخمول والتعب، مع الحرص على تروية الجسم بكمية كافية من السوائل .
وشددت د. غفران على ضرورة تجنب الشاي والقهوة والمشروبات المنبهة بـ 4 ساعات على الأقل قبل موعد النوم، لكونها تحتوي على الكافيين الذي يعمل على تنشيط الجسم ويقلل من جودة النوم، وضرورة الابتعاد عن التدخين قبل النوم بـ 4 ساعات أيضاً على أقل تقدير، حيث إن النيكوتين مادة منبهة، ولعل الحاج يتخذ من موسم الحج فرصة للإقلاع عن التدخين، وبالتالي تجنب آثاره السيئة القريبة والبعيدة المدى، وبجانب كل ذلك الحرص على الاسترخاء قبل النوم، كما ينبغي تجنب استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية في ساعات الليل للحصول على نوم هادئ، وبالتأكيد مع إتباع كل تلك النصائح يمكن للحاج الاستمتاع بنوم هادئ ومريح، وبالتالي تعزيز صحته ونشاطه أثناء قيامه بمناسك الحج.