أكد مدحت المرعبي، المدير التنفيذي لوحدات الطاقة المتنقلة في شركة جنرال إلكتريك للطاقة بأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا أن "المملكة مساهم رئيس في مجال تحول الطاقة عالمياً بفضل مجموعة من المشروعات والمبادرات الرائدة التي تشهدها السعودية".
مشددًا على أن خفض الانبعاثات في قطاع الطاقة الكهربائية يأتي في صلب أهداف الحياد المناخي التي حددتها دول العالم وفي مقدمتها المملكة التي أطلقت مبادرة السعودية الخضراء للوصول إلى الحياد الصفري للانبعاثات بحلول 2060.
وقال المرعبي إن "السوق السعودية تمتاز بأهمية خاصة نظراً للخطط التنموية الطموحة التي تملكها وانطلاق مشاريع كبرى في مناطق استراتيجية بعيدة عن المدن الرئيسية والتي تحتاج لحلول مبتكرة وموثوقة في مجال الطاقة".
وأضاف "تسعى المملكة إلى زيادة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة لتصل إلى 50% في 2030 وما يرافق ذلك من أهمية ضمان استقرار الشبكة، فضلًا عن خطط التحوّل إلى مصدّر عالمي رئيسي للهيدروجين الأزرق والأخضر بحلول العام 2035، وتشكل هذه العوامل فرصاً فريدة لمطوري تكنولوجيا الطاقة الكهربائية ومزودي حلول خفض الانبعاثات".
ولفت المرعبي إلى الدور الهام لـ"جنرال إلكتريك" في مجال الطاقة بالمملكة خلال العقود الماضية وعملها وفق استراتيجيات وخطط المملكة لتعزيز الطاقة وتلبية الاحتياجات التنموية المتزايدة بما فيها دعم توسع القطاع الصناعي، مشدداً على أن التركيز حاليّاً ينصب على توفير تقنيات توليد الطاقة الكهربائية بشكل مرن وسريع وموثوق لمواكبة التطورات المتسارعة في مختلف مناطق المملكة.
وقال المرعبي إن "أحد أبرز تقنيات توليد الطاقة الكهربائية هي المحطات القابلة للنقل وهي محطات مبنية على تكنولوجيا تستخدم في صناعة الطيران، وتتميز بالكفاءة العالية وإمكانية نقلها من موقع إلى آخر والمرونة التشغيلية إذ يمكن تشغيلها في غضون دقائق فقط، وهي تشكل أحد الحلول المناسبة لعدة حالات منها توفير الكهرباء لمناطق تطوير جديدة غير متصلة حاليّاً بالشبكة، بالإضافة إلى دورها في ضمان استقرار الشبكة مع تزايد الاعتماد على الطاقة المتجددة خلال السنوات المقبلة".
وأوضح أن "هذه المحطات المتنقلة هي عبارة عن توربينات غازية يمكن لها بمختلف طرازاتها توليد ما بين 35 و100 ميغاواط باستخدام الغاز الطبيعي أو مزيج يضم أنواع من الوقود المستدام مثل الهيدروجين أو الوقود العضوي، حيث أن الانبعاثات الناجمة عن الغاز أقل من تلك الناجمة عن أنواع الوقود التقليدي الأخرى، ومع إمكانية استخدام الهيدروجين، يمكن أن تسهم هذه التوربينات في خفض الانبعثات الناجمة عن توليد الكهرباء بشكل كبير، وخصوصاً في قطاعات ذات كثافة كربونية عالية مثل مواقع الإنشاء الكبرى والصناعات المعدنية والنفط والغاز".
وأضاف "يصل عدد توربينات جنرال إلكتريك القابلة للنقل حاليّاً في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا إلى أكثر من 680 توربين تستخدم لعدة أهداف، بما في ذلك الحفاظ على الجانب البيئي، حيث تسعى العديد من الحكومات إلى تحقيق الحياد الكربوني وتعزيز نسبة الطاقة المتجددة من إجمالي نشاطات توليد الطاقة الكهربائية، خصوصاً أن مصادر الطاقة المتجددة -بشكل عام- غير مستقرة ومعرضة لتقلبات الطقس والظروف الجوية، ما يستدعي اعتماد مصادر إضافية ذات كفاءة وموثوقية لضمان استقرار الشبكة بما يتيح زيادة نسبة الطاقة المتجددة بشكل فعال".
وأكد على "وجود وفورات غير مباشرة لتقنية التوربينات الغازية المتنقلة سواء بسبب سرعة بناء هذه المحطات وتشغيلها وإمكانية نقلها، بالإضافة إلى الوفورات الناجمة عن عدم الحاجة لإنشاء المباني الضخمة أو الخرسانات وما يرافقها من بنية تحتية، فضلًا عن المكاسب التنموية المباشرة وغير المباشرة حيث يتم ربط مناطق واسعة بالكهرباء بشكل سريع".
واختتم المرعبي مؤكداً "نعمل عن كثب مع مختلف الجهات والمؤسسات المعنية في المملكة، ومستمرون في توفير حلول الطاقة لدعم مسيرة التنمية في المملكة وجهود تحقيق أهداف رؤية 2030".
ويشمل حضور جنرال إلكتريك الاستراتيجي في المملكة، مجمع مصانع شركة “جنرال إلكتريك السعودية” بالمنطقة الشرقية على مساحة 120 ألف متر مربع ويتكون من منشأتين صناعيتين، الأولى هي من أكبر المراكز لخدمة وإصلاح المعدات التوربينية المتطورة، وهو من أكبر مراكز صيانة التوربينات الغازية والمتطورة خارج الولايات المتحدة الأمريكية، كما تخدم هذه المنشأة بشكل مباشر مجموعة عملاء داخل المملكة وفي مقدمتهم الشركة السعودية للكهرباء، وشركة أرامكو السعودية، والشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، وأكثر من 70 عميلًا في أكثر من 40 دولة في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، وبنسبة سعْودة تتجاوز 60%.
ويحتضن المجمع مصنع التوربينات المتطورة لإنتاج التوربينات الغازية المنتجة للطاقة، لخدمة السوق السعودي بشكل مباشر والمنافسة عالميًّا، حيث يستقبل طلبات التصنيع لعملاء الشركة في كل من أمريكا الشمالية والجنوبية.
وبجانب المصنعين، يضم مجمع الشركة مركز أبحاث لخفض انبعاثات الكربون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ لتسريع وتيرة تحوّل قطاع الطاقة في المملكة نحو نموذج أكثر استدامة وموثوقية، وتطوير حلول مبتكرة تلبي احتياجات القطاع، ثم إطلاقها من المملكة إلى العالم، بالإضافة إلى مركز للمراقبة والتشخيص.
وتم مؤخراً توقيع اتفاقية بين الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن" وجنرال إلكتريك لضم مجمع الشركة على مساحة 120 ألف م2 بالمنطقة الشرقية تحت إشراف "الهيئة". كما وقّعت مؤخراً أكاديمية مسك التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان الخيرية (مسك الخيرية)، اتفاقية مع شركة جنرال إلكتريك في مجال تنمية المهارات القيادية لكبار القادة السعوديين. وتهدف المبادرة إلى الاستفادة من خبرات إحدى أهم أكاديميات القيادة في العالم لدعم وتعزيز مهارات القياديين السعوديين وتطوير أساليب وفكر وسلوكيات أصيلة تنهض بأعمال المؤسسات الأهلية والحكومية لتحقيق «رؤية 2030».