سلّط عبدالله بن مفرح عسيري استشاري الأمراض المعدية الضوء على سبب قيام مدير منظمة الصحة العالمية بالدعوة إلى عقد لجنة الطوارئ الصحية لفيروس mpox "جدري القردة سابقًا".
وقال "عسيري": من عدة أشهر أصبح واضحًا أن السلالة المستوطنة في جمهورية الكونغو الديمقراطية قد تغيرت، وأصبحت أكثر قدرةً على الانتقال المستدام بين البشر عبر الممارسات الجنسية بشكل رئيسي.
وأضاف: سُجلت مؤخرًا حالات من هذه السلالة خارج الكونغو (في كينيا وأوغندا)؛ بسبب تنقّل الناس عبر الحدود البرية والنهرية.
وأردف: لذلك، ستنظر لجنة الطوارئ الصحية في إعادة إعلان هذا المرض طارئة صحية دولية مثل ما حدث قبل عامين.
وتابع: الهدف هو المساعدة في تحريك تمويل الطوارئ الصحية والإجراءات الوقائية التي تستدعي تحركًا منسقًا بين الدول.
وقال "عسيري": المخاطر الصحية من هذا المرض خارج الدول المجاورة للكونغو منخفضة، ولا تستدعي إجراءات إضافية فوق الإجراءات الموصى بها حاليًا.
وأضاف: الإجراءات الحالية تشمل تقوية رصد المرض ضمن منظومة الأمراض الجنسية، وتقصّي حالات الطفح الجلدي الشبيهة بالجدري، وتتبّع المخالطين للحالات المؤكدة، ومراقبة التسلسل الجيني للفيروس، والأهم رفع الوعي حول وسائل منع الأمراض الجنسية.
جدير بالذكر أن هذا الفيروس قد ينتقل أيضًا عبر التلاصق الجسدي المباشر وغير المباشر (الأدوات الملوثة) في محالّ المساج والتجميل غير المرخصة والنوادي الليلية المزدحمة، وما في حكمها.
وأعرب "عسيري" عن قناعته بأن تعزيز الوازع الديني المجتمعي (للمسلمين وغيرهم) هو أنجح وأفضل وسيلة للوقاية من الأمراض الجنسية بكل أنواعها.
يشار إلى أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قال يوم أمس الأربعاء: إن المنظمة ستعقد اجتماعًا طارئًا بسبب زيادة عدد حالات الإصابة بجدري القردة بين البشر.
وصرح غيبريسوس للصحفيين بأنه "نظرًا لانتشار جدري القردة خارج جمهورية الكونغو الديمقراطية واحتمال انتشاره داخل إفريقيا وخارجها، قررت المنظمة تشكيل لجنة طوارئ لتقديم المشورة بشأن ما إذا كان تفشي المرض يشكل حالة طوارئ صحية عامة، وذلك أمر ذو أهمية دولية".
وأضاف أن اللجنة "ستجتمع في أقرب وقت ممكن، وسيتألف الاجتماع من خبراء مستقلين في مختلف المجالات ذات الصلة من جميع أنحاء العالم".
يشار إلى أن جدري القردة هو مرض مُعْدٍ نادر وشائع في المناطق النائية في وسط وغرب إفريقيا، وتتمثل أعراضه في الغثيان والحمى والطفح الجلدي والحكة وآلام العضلات.