ظل إرساء العدل ومحاربة الظلم معلماً أساسياً في حكم الملك عبدالعزيز آل سعود، خلال فترة توحيد المملكة، وبعد إعلان تأسيسها إلى نهاية حياته، فقد كان المؤسس حريصاً على محاربة كل أشكال الظلم، التي قد تقع على المواطنين من الموظفين الرسميين أو غيرهم، واستمر طوال فترة حكمه في توجيه الدعوات، التي تحث المواطنين على دفع المظالم، وعدم التردد في الشكوى إليه منها.
ولم يكتف الملك عبدالعزيز بتشجيع المواطنين على الاقتصاص من ظالميهم، بل وفر آلية تضمن سرية الشكوى، فأنشأ صندوقاً لاستقبال الشكاوى، واحتفظ بمفتاحه معه، لاستخراج الشكاوى من الصندوق بنفسه، واستمر حرص المؤسس على اجتثاث الظلم، وإحقاق العدل حتى الأيام الأخيرة من حياته، وتمحور آخر مرسوم أصدره قبل وفاته بثلاثة أشهر في موسم حج 1372هـ، بمحاربة الظلم، وفقاً لحساب رسمي باسم الملك عبدالعزيز على "تويتر".
وورد في المرسوم الذي عُلق على باب الحرم الشريف بالمدينة المنورة: "من عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود إلى شعب الجزيرة العربية، على كل فرد من رعيتنا يحس أن ظلماً وقع عليه، أن يتقدم إلينا بالشكوى، وعلى كل من يتقدم بالشكوى أن يبعث بها بطريق البرق أو البريد المجاني على نفقتنا، وعلى كل موظف بالبريد أو البرق أن يتقبل الشكوى من رعيتنا، ولو كانت موجهة ضد أولادي أو أحفادي وأهل بيتي".
وإمعاناً من الملك عبدالعزيز على أن يأخذ المرسوم المسار العملي؛ توعد كل من قد يعرقل تطبيقه بالعقاب الشديد قائلاً: "وليعلم كل موظف يحاول أن يثني أحد أفراد الرعية عن تقديم شكواه، مهما تكن قيمتها، أو حاول التأثير عليه ليخفف من لهجتها، أننا سنوقع عليه العقاب الشديد، لا أريد في حياتي أن أسمع عن مظلوم، ولا أريد أن يحملني الله وزر ظلم أحد، أو عدم نجدة مظلوم أو استخلاص حق مهضوم، ألا قد بلغت، اللهم فاشهد".