بحثت الجلسة الختامية من قمة "الأولوية" التي نظمتها مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، أمس، في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، على هامش الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، سبل استخدام الإنترنت من أجل الخير.
وتطرقت الجلسة في حلقة النقاش الأولى إلى تبرع ما يقرب من 60% من جيل الألفية عبر الإنترنت لجمعية مؤسسة جمع التبرعات على مستوى القاعدة، مشيرة إلى أنه بينما 33% استخدموا الإنترنت للبحث في قضية اجتماعية.
وتناولت حلقة النقاش ربط اللاجئين الأوكرانيين بالمضيفين إلى تقديم المساعدة الحيوية، والمعلومات خلال الجائحة العالمية، وكيف أن صغار السن المبتكرين الذين يحولون الإنترنت إلى قوة إيجابية يتغيرون.
وشارك مؤسس موقع UkraineTakeShelter آفي شيفمان، آراءه حول التغيير الإيجابي الذي يساهم به المبتكرون الشباب من خلال شبكة الإنترنت.
فيما تضمنت حلقة النقاش الثانية :"إعادة تصور المجتمعات"، مبينة أنه وفقًا للأمم المتحدة يعيش 55٪ من سكان العالم في المناطق الحضرية، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 68% عام 2050، وأن المدن والمجتمعات بحاجة إلى التكيف باستمرار.
وألمحت إلى سبل تطور المشهد البيئي والاجتماعي والاقتصادي من خلال تصميم البنية التحتية التي يمكن أن تتحمل تغير المناخ والصدمات الاجتماعية والاقتصادية الأخرى، متناولة أمثلة مدن المستقبل ذات التفكير المستقبلي، وما الاستثمارات فيها كالتكنولوجيا المتقدمة والتصميم التي تمكن بشكل أفضل من النتائج، وكيف يمكن للشركات والحكومات العمل معًا للقيام باستثمارات إستراتيجية في بيئة مستدامة ومرنة.
وقدم المؤسس لشركة إعمار دبي محمد العبار، شرحًا حول إمكانية قيام الحكومات والقطاع الخاص بتوحيد جهودهما للتعامل مع مسألة الإسكان الاجتماعي، وأكد أنه يجب وضع قواعد محددة ومشاركة المؤسسات المهيأة إلى جانب استخلاص الدروس المستفادة من تجارب الدول الأخرى.
واستعرض الدكتور بول رومر، الحائز على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية، في حلقة النقاش الثالثة "نبض الأولوية - الحكومة للشعب"، مشيرًا إلى أنه خلال فترة التحول الاقتصادي وتحول النظام العالمي، والحكومات والشركات يعيدون تشكيل مسؤولياتهم تجاه المواطنين وأصحاب المصلحة.
وقال: الاستثمارات في الاستدامة طويلة الأجل تتعارض مع الأمور العاجلة، وأولويات الحياة الواقعية، متسائلًا: ما الحلول المبتكرة الناشئة وسبل معالجة الانهيار في النظام الاجتماعي؟.
وأوضح رئيس مجلس جافي لتحالف اللقاحات البروفيسور خوسيه مانويل باروسو، في حلقة خصصت لحصيلة اللقاح، أنه بينما كان ما يقرب من 3 من كل 4 أشخاص في الدول الغنية تم تطعيمهم بجرعة واحدة على الأقل من لقاح COVID-19، هناك أقل من 1 من كل 4 أشخاص تلقوا جرعة من ذوي الدخل المنخفض، وتساءل: ماذا ما يمكننا القيام به لضمان توزيع اللقاحات بشكل منصف للأوبئة القادمة؟.
كما شملت إحدى الحلقات موضوع الابتكار، وكيف تغير التقنيات العالم، والعناصر الأساسية لبناء الازدهار العالمي، وإيجاد الفرص للناس في جميع أنحاء العالم لقيادة ذات مغزى.
وتناولت الحلقة السادسة ماهية تعطل نظام الغذاء العالمي بأسباب تغير المناخ وأزمة الطاقة، والوباء، متناولة إمكانية الدول من العمل معًا لإعادة التفكير في تدفقات الموارد والاستعداد لحرارة متزايدة، والازدحام.
فيما كانت الحلقة السابعة حول الانسجام البيئي والتخطيط الحيوي الذي يعدّ استراتيجية جديدة تسمح لمصمّمي المدن بذلك وإعادة التفكير في المدن وتقليل الزحف العمراني عن طريق تحويلها من الشبكة الديكارتية التقليدية إلى شبكة خلوية أكثر تكيفًا.
واختتمت وزيرة الدولة لشؤون الشباب بدولة الإمارات العربية المتحدة، شما بنت سهيل فارس المزروعي، الجلسة بالحديث عن إمكانية إنقاذ الجيل القادم للعالم، مبينة أنه وفقًا لمسح جديد أجرته شركة Deloitte، فإن الأجيال الشابة "قلقون للغاية بشأن حالة العالم، ويحاولون بنشاط الموازنة بين تحديات حياتهم اليومية برغبتهم في إحداث تغيير مجتمعي".
وأفادت أن تكلفة المعيشة، يليه تغير المناخ، على رأس قائمة المخاوف التي تؤرق الشباب، وطرحت عدة تساؤلات وهي: ماذا يريد القادة الشباب من الأجيال السابقة؟ وما الحلول المحددة لهم؟ وهل ستسمع أصواتهم في الوقت المناسب لإنقاذ الكوكب؟.