تُعدُّ الأنقاض والمخلَّفات, تحدِّيًا يواجه المحميات الطبيعية؛ لكونها مصدَّرًا رئيسًا للتلوث البيئي، كما أنَّها تشوه بصري للمشهد الحضري الذي ينبغي أن تكون عليه تلك المحميات الطبيعية، التي تهدف إلى حماية البيئة الطبيعية والنباتية، والحياة الفطرية وتنشيط السياحة البيئية.
وقد سعت هيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية التي تتولَّى تنظيميَّاً الإشراف على محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية ومحمية الملك خالد الملكية إلى مواجهة هذا التحدِّي من خلال وضع خطة محكمَّة لمواجهته أولاً بأول، والتعاون في ذلك مع المجتمع المحلي، وإشعار أفراده من مواطنين ومقيمين بمسؤوليتهم تجاه معالجة ظاهرة انتشار الأنقاض والمخلَّفات، وكذلك الاستعانة بالجهات ذات الصلة والخبرة في هذا المجال.
واستطاعت الهيئة خلال الربع الثاني من عام 2023م أن تزيل أكثر من 140 ألف طن من الأنقاض المختلفة، التي تمثَّلت في مخلفات إسمنتية وأكياس بلاستيكية، وعلب بلاستيكية ومعدنية، وإطارات، وخشب، وحديد، وغيرها من المخلفات العامة، وشملت الإزالة أكثر من 80 ألف طن من الأنقاض والمخلفات في محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية، وأكثر من 60 ألف طن في محمية الملك خالد الملكية.
كما أزالت الهيئة في الربع الثالث من عام 2023م أكثر من 55 ألف كيس من النفايات والمخلّفات في المحميات التابعة لها، وهي تحتوي على علب بلاستيكية ومعدنية، وأخشاب، وإطارات مطاطية، وأنواعًا أخرى من النفايات الضارة بالبيئة.
واستمرَّت الجهود المباشرة للهيئة في إزالة الأنقاض والمخلَّفات والنفايات، فبلغ حجم الإزالة أكثر من 190 ألف طن من الأنقاض المختلفة، ضمن مشروع الهيئة لإزالة الأنقاض داخل نطاق المحميات التي تشرف عليها.
وكان لجهود الإزالة تأثيرها الإيجابي، الذي تبدَّى في تحسين جودة الهواء والتربة والمياه المحيطة بالمحميتين، وتعزيز البيئة الطبيعية للحيوانات والنباتات الموجودة فيهما.
وعملت الهيئة على معالجة مواقع الأراضي المتدهورة؛ لتعزيز استعادة التوازن البيئي في كلا المحميات التابعة لها، مع استصلاح التربة؛ لزيادة مساحات الغطاء النباتي والحفاظ على البيئة، لاستعادة التوازن البيئي وتنشيط السياحة البيئية في محميتي الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية والملك خالد الملكية؛ لتهيئة بيئة نموذجية مستدامة.
وترافقت مع هذه الجهود حملة إعلامية توعوية استهدفت أفراد المجتمع؛ لحثهم على المشاركة في الحفاظ على البيئة من حولهم؛ وتبنّي سلوكيات إيجابية، مثل وضع النفايات في الأماكن المخصصة لها، واستبدال المواد ذات الاستخدام الواحد بمواد صديقة للبيئة، والحرص على اتباع سلوكيات تحدُّ من تلوّث البيئة بجميع أشكاله، وتقلل الانبعاثات الكربونية؛ ليستمتعوا ببيئة خالية من الملوثات الضارة المهددة للصحة، وللموارد الطبيعية، التي تستحق الصون والعناية.