

في موقف إنساني نبيل يُجسّد قيم التسامح والعفو التي يتميّز بها المجتمع السعودي، أعلنت أسرة "آل مجمش آل عاطف" بهجرة الرقعة في محافظة الرين، عن عفوها وتنازلها عن القصاص لوجه الله تعالى، بعد مضيّ نحو 20 عامًا على وقوع القضية.
وجاء قرار العفو استجابةً لوجاهة قادها الشيخ ملهـي بن سلامة بن سعيدان، الذي حضر برفقة وفد من قبيلة آل عاطف طالبًا الصلح، حيث قوبل طلبه بقبول كريم من الأسرة، وسط حضور لافت من الأعيان وأهالي المنطقة.
وفي تصريح خاص لـ"سبق"، قال مسفر عاطف بن مجمش إن العفو جاء بعد مشاورات موسّعة داخل الأسرة، مؤكدًا: "لم نغفل يومًا عن التمسّك بشرع الله، وقد قرر ابن عمي مسفر بن عبدالهادي بن مجمش العفو لوجه الله ثم تقديرًا لمكانة الشيخ ملهي بن سعيدان ومن حضر معه، سائلين الله أن يجعل هذا العفو خاتمة لكل شر".
وأوضح أن عدّة محاولات للصلح قد بُذلت على مدار السنوات الماضية، من قِبل مشايخ وأعيان، مضيفًا: "كنا متمسّكين بحقنا، لكن ما تحقق اليوم هو توفيق من الله تعالى".
وحظيت هذه المبادرة الإنسانية بتقدير كبير من الحضور، الذين عبّروا عن امتنانهم لهذا الموقف المشرّف، مؤكدين أن قرار العفو يعكس أصالة المجتمع السعودي وتمسّكه بقيم التسامح والتراحم الوطني.
كما لقي الحدث تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أثنى كثيرون على جهود الشيخ ابن سعيدان في عتق الرقاب، وحرصه الدائم على الإصلاح وتهدئة النفوس، مشيدين بمكانته المجتمعية ودوره في تعزيز ثقافة الصلح.
وفي بادرة تقدير رسمية، استقبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، في مكتبه بقصر الحكم، أول أمس الاثنين، الشيخ ملهـي بن سعيدان، ومسفر بن عبدالهادي بن مجمش آل عاطف، المتنازل عن قاتل شقيقه.
وأشاد سموه بهذا الموقف النبيل، الذي يعكس سماحة الإسلام وكرم النفس، مثمنًا جهود الساعين في إصلاح ذات البين، وامتثالهم لتوجيهات القيادة الرشيدة في تعزيز اللحمة الوطنية.