قال الأكاديمي وخبير مياه بجامعة الملك فيصل سابقًا الدكتور محمد بن حامد الغامدي: أثبتت الحقائق أن مواردنا المائية محدودة ونادرة، وهذا تَحَدٍّ استثنائي في المملكة العربية السعودية التي تبلغ مساحتها (2.15) مليون كيلومتر مربع تقريبًا؛ مشيرًا إلى أن المياه الجوفية مصدر لأكثر من 85% من احتياجاتنا المائية العذبة لجميع القطاعات "السكنية والزراعية والصناعية، وأيضًا البيئية".
وأضاف "الغامدي": "تشبعي بقضية المياه، فجّر الرؤى والأفكار متدفقةً لا تتوقف، زخم أعطى قوة لاستمرار الدفاع عنها طوال عقود مضت، تميزت بالدقة والمصداقية وشجاعة الطرح وشفافيته، وأثارت الكثير من الدهشة والقلق والتساؤلات والاهتمام وجدل الصدمة"؛ مشيرًا إلى أنه في أول كُتبه عن الماء بعنوان "الماء يبحث عن إدارة" قال: "البعض لا يذرف الدمع لأنه لا يرى المستقبل"، وتلك كانت آخر جملة وردت في الكتاب.
وأكد أنه بعد عقود من تحذيرات أطلقها وجهد بذله، جرى حصد واقعٍ تجاوز حدود التحذيرات بمراحل، وقال: "تَحقق ما كنت أحذر منه؛ فقدنا المياه الجوفية على زراعات عشوائية، واستنزفنا عليها من المخزون الاستراتيجي المحدود خلال أقل من عقدين أكثر من (700) مليار متر مكعب، وهي كمية تعادل ما تنتجه محطات التحلية حاليًا لمدة قرن ونصف. كنتيجة للاستمرار في الدفاع عن المياه الجوفية؛ فلماذا الدفاع عن المياه الجوفية؟".
وتابع: تتأكد خطورة ومحاذير استمرار الاستنزاف الجائر من المخزون الاستراتيجي من المياه الجوفية بسبب الزراعات العشوائية سنة بعد أخرى؛ هذا أمر مخلّ بالأمن المائي والأمن الغذائي لأجيالنا القادمة؛ حيث إن مؤشرات النضوب ما زالت قائمة وتتفاقم، الدفاع عن المياه الجوفية مسؤولية كل فرد، فعشق الأرض والتمسك بها والعيش على أديمها يتحقق من خلال قدرتها على تقديم الماء العذب".