بعد التراجع عن ربط العلاوة بالرخصة.. "الفواز" يطرح ثلاثة أشياء لرفع كفاءة المعلم أبرزها الحوافز ماديًّا ومعنويًّا

بعد التراجع عن ربط العلاوة بالرخصة.. "الفواز" يطرح ثلاثة أشياء لرفع كفاءة المعلم أبرزها الحوافز ماديًّا ومعنويًّا
تم النشر في

يرى الكاتب الصحفي فواز بن حمد الفواز، مراجعة وزارة التعليم لخطة ربط العلاوة السنوية بالرخصة المهنية للمعلمين، نوعًا من التراجع الحميد، وقد جاء لأسباب موضوعية؛ لافتًا إلى أن رفع كفاءة المعلم لن يختفي بل يزداد إلحاحًا لدينا، ثم يطرح ثلاث زوايا للنظر في رفع كفاءة المعلم، للوصول إلى التعامل الأمثل مع القضية في ظل رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء.

التراجع عن ربط العلاوة بالرخصة المهنية للمعلم

وفي مقاله "التراجع الحميد" بصحيفة "الاقتصادية"، يقول الفواز: "تم تداول رغبة وزارة التعليم في مراجعة خطة مقترحة لربط العلاوة السنوية بالرخصة المهنية للمعلمين.. المفترض أن يبدأ النظام الجديد مع بداية 2025، ويبدو أن السبب الرئيسي للتراجع هو المقارنة بموظفي القطاع العام؛ وبالتالي وضع المعلم في ميزان مختلف عن الآخرين. تراجع يبدو منطقيًّا؛ إذ إن هدف الاقتراح كان لرفع كفاءة المعلم والتأكد من استمرار الكفاءة من خلال تجديد الرخصة دوريًّا".

ثلاث زوايا للتعامل مع كفاءة المعلم

ويعلق "الفواز": "جاء التراجع لأسباب موضوعية؛ لكن جوهر الموضوع، هو رفع كفاءة المعلم واستمرارها، والمساءلة والتمييز بين أصحاب المهنة وتحفيزهم لن يختفي بل يزداد إلحاحًا لدينا ولدى غيرنا.. لست معلمًا؛ لكن مسألة التنمية الاقتصادية لا تفارق أي موضوع يمس التنمية البشرية ومنظومة التعليم. هناك ثلاث زوايا لعلها تساعدنا على الوصول إلى حل".

التجريب في رفع الكفاءة على نطاق ضيق من المعلمين

ويرى "الفواز" أن نبدأ بالتجريب على نطاق ضيق من المعلمين، ويقول: "الأولى تظهر في مدى تأثير المنظومة العامة في مهنة معينة؛ فلا يمكن أن ننفرد بمهنة معينة إلا على سبيل التجريب وهذا صعب لجميع القطاع لأن التكلفة المعنوية والمالية ستكون عالية؛ لكن هذا لا يمنع من التجريب على نطاق ضيق، خاصة أننا عادة لا نميل للتجريب. التحدي جاء بسبب أن الشأن التنموي شامل بطبيعته فلا يمكن أن تكون "الرغبة والتوجه" للتحديث جزئية ولكن التدرج ضروري".

رفع الكفاءة من خلال توظيف الحوافز

أما الزاوية الثانية التي يطرحها "الفواز"؛ فهي رفع الكفاءة من خلال توظيف الحوافز، ويقول: "تسعى المملكة بجدية للتحديث في كل النواحي؛ ولذلك لدى كل وزارة خطط طموحة ومعايير للقياس والمراجعة، لعل أحدها ما أناقشه هنا. لب الموضوع هو رفع الكفاءة من خلال توظيف الحوافز.

الثانية، يقول دوجلاس نورث أحد مؤسسي الاقتصاد المؤسسي: "إن الحوافز هي كل شيء" يقصد أن نمط وتراتيبية الحوافز في كل مجتمع هي عاملٌ أساسي محدد لنجاحه. إدارة الحوافز من أصعب الوظائف لأن لها شق مادي وآخر معنوي. العلاقة بين المادي والمعنوي تتغير بحسب ظروف المجتمع وحالته الراهنة ومشوار طريقه في الممارسة ليس التعليمية فقط؛ ولكن التوظيفية والمهنية وحتى إعداد الكوادر القيادية الواعدة.

الحوافز المعنوية والمادية

ويضيف "الفواز": "تاريخيًّا للمعلم دور محوري في تجاربنا الشخصية؛ ولذلك فإن القيمة المعنوية للمعلم مفصلية في حياة الجميع، لكن أحيانًا تمرّ على المجتمعات فتراتٌ يضعف فيها وهج المهنة والاهتمام بها. أتذكر في دراسة لماكينزي في مقارنة المستوى التحصيلي بين 20 بلدًا متنوعة في المراحل التنموية اقتصاديًّا وصلت إلى أن "الاهتمام بمركزية" المعلم في المجتمع هي العامل الأهم في التفوق العلمي بمسافة. العامل المادي ربما أسهل من العامل المعنوي في الإدارة وليس في الرسالة. تسخير الرسالة والتواصل المعنوي بين المعلم ومحيطه يتطلب تفكيرًا وإعادة نسج لعلاقة مفصلية مجتمعيًّا موطنها الأساسي العائلة. وهذا يأخذنا لطبيعة وواقع المجتمع كما هي والخيارات المستقبلية".

مراعاة خصوصية المجتمع وتجربة التعليم في المملكة

وفي الزاوية الثالثة، يطالب "الفواز" بمراعاة خصوصية المجتمع وتجربة التعليم في المملكة، ويقول: "الثالثة، هذه مسائل خاصة لكل مجتمع ويجب حلها داخليًّا بالنقاش بين المختصين والمهتمين من السعوديين فقط. موضوع في جوهره طابع وطني؛ خاصة أن تجربة التعليم في المملكة ليست قصيرة من ناحية، ولكن الأهم أنه كما حاولت إيضاحه في النقطة الثانية منظومة الحوافز لكل مجتمع خاصة التكوين؛ ولذلك فما يناسب الدول المتقدمة أو حتى الدول المتوسطة لا بد أن يكون مختلفًا جذريًّا، وتصعب المقارنة ونقل التجارب. فمثلًا أبلغني أحد مديري التعليم السابقين أن مدير مدرسة عامة في سنغافورة لديه السلطة الكاملة في توظيف وفصل المعلم. الوصول إلى هذه المرحلة لن يكون سريعًا؛ ولكن المهم التوجه والقياس والعدالة والقبول المجتمعي".

الزوايا الثلاث تكفي لتغيير روح العمل

ويُنهي "الفواز": "ليست لديّ معادلة خاصة، لكن هذه الزوايا الثلاث تكفي لتغيير روح العمل. أعتقد أن لدينا القدرة في الوزارة وخارجها على الوصول إلى الحل الأمثل لنا من خلال التعامل من منظار الزوايا الثلاث. التراجع الحميد جزء من مخاض فكري وإداري لنصل جميعًا في ظل رؤية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للتقدم ببلادنا في جميع المجالات".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org