يقود مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث 4 تجارب بحثية في علوم الخلية في الفضاء، بالتعاون مع الهيئة السعودية للفضاء، وذلك ضمن رحلة رائدي الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني، إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، في رحلة علمية، تمثِّل حدثًا تاريخيًّا للمملكة، وتدشِّن مرحلة جديدة للسعودية في مجال الفضاء .
وتفصيلاً، تتضمَّن التجارب الأربع التي ستنفَّذ على متن محطة الفضاء الدولية، اختبارًا لـ (استجابة الخلايا المناعية للالتهاب في الفضاء)، ورصدًا لنشاط آلاف الجينات في الخلايا المناعية المتعرضة للالتهاب مع مرور الوقت، إضافة إلى رصد التغييرات الناتجة في عمر الحمض الريبونووي المراسل (mRNA) بين الفضاء والأرض، ومحاكاة استجابة الالتهاب للعلاج الدوائي باستخدام نموذج خلايا مناعية.
وتأتي التجارب العلمية التي يجريها التخصصي - في إطار برنامج المملكة لرواد الفضاء السعوديين- أحد أهم برامج الإستراتيجية الوطنية للفضاء، المعتمدة من المجلس الأعلى للفضاء، برئاسة صاحبِ السموِّ الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء-حفظه الله- ويهدف في مرحلته الأولى إلى إرسال رائديّ فضاء (رجل وامرأة) ضمن رحلة مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية، على ارتفاع ما يقارب (420 كلم) فوق سطح الأرض، لمدة 12 يومًا .
ويقود التجارب فريق علمي بحثي برئاسة رئيس قسم الجزيئات وعالم الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور خالد أبو خبر، وهو أحد العلماء المعروفين دوليًّا في تخصصه، وبمشاركة الدكتورة وجدان الأحمدي، والدكتور إدوارد حتي .
ويأخذ الفريق البحثي في هذه التجارب عينات من الحمض الريبونووي لتحليلها على الأرض، ومن المتوقع أن تسهم نتائج هذه التجارب في فهم أفضل لصحة الإنسان خلال وجوده في الفضاء، وتكشف عن المؤشرات الحيوية أو العلاجات المحتملة للأمراض الالتهابية في كلٍّ من الفضاء والأرض معًا .
وتأتي هذه المشاركة في إطار استجابة المؤسسات البحثية للتطورات المتسارعة في مجال الفضاء، التي تفرض دراسة صحة الإنسان ورواد الفضاء في البيئة الفضائية، وتكوين معرفة دقيقة حول تأثر جسم الإنسان بالمتغيرات خارج كوكب الأرض .
ومن المقرَّر أن يقوم رائدا الفضاء السعوديان، مع طاقم المهمة خلال الرحلة، بإجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة في الجاذبية الصغرى، وهي أبحاث ستعزِّز نتائجُها مكانةَ المملكة عالميًّا في مجال استكشاف الفضاء، وخدمة البشرية، وتؤكد دور مراكز الأبحاث السعودية في إحداث تأثير علمي في هذا المجال، إضافة إلى إجراء ثلاث تجارب تعليمية توعوية .
يذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث يعدُّ من بين المستشفيات الأبرز عالميًّا في تقديم الرعاية الصحية التخصصية، وصُنِّفَ مؤخرًا في المركز الـ 20 في قائمة أفضل مؤسسات الرعاية الصحية في العالم لعام 2023م، والأول على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك بحسب تصنيف براند فاينانس (Brand Finance) .