يؤكد الكاتب الصحفي خالد السليمان أن المستهلك هو الخاسر في حروب خفض الأسعار بين التجار، محذراً من رخص الأسعار مؤقتاً والذي يقوم به التاجر الأقوى، حتى يخرج منافسيه من السوق ويحتكر السلعة فيرفع سعرها، لافتاً إلى أن أهم عنصر في تحقيق جودة السلع هو وجود المنافسة المستمرة وتوفر الخيارات البديلة التي تدفع كل منتج وتاجر لتجويد سلعه وخدماته.
وفي مقاله "لماذا المستهلك خاسر في حروب خفض الأسعار؟!" بصحيفة "عكاظ"، يقول "السليمان": "قال تعليق على بيان هيئة المنافسة ضد ممارسات المنشآت المهيمنة لإخراج منافسيها من السوق عن طريق خفض الأسعار: ما همني في هيمنة التاجر إذا كان يجمع لي رخص السعر مع الجودة؟!".
ويعلق "السليمان" قائلاً: "في الحقيقة كثير من المستهلكين يعنيهم جودة المنتج وسعره المناسب، ولا يهتمون كثيراً لصراعات المتنافسين في السوق، لكن في واقع الأمر فقدان عنصر المنافسة يضر بهم على المدى الطويل، فخروج المنافسين يكرس الهيمنة والاحتكار ويمنح المهيمن حرية التحكم بالأسعار، ناهيك عن فقدان تحفيز المنافسة الذي ينعكس على جودة المنتج!".
ويحذر "السليمان" من رخص أسعار مؤقت يتبعه غلاء دائم، ويقول: "كثيرون لا يعرفون أن رخص الأسعار في صراع المنافسة ليس دليلاً صحياً، فهو مؤقت ويتحمله التاجر الأقوى بسعر أقل من التكلفة لفترة زمنية معينة لا يحتملها منافسوه، كما أنه لن يواصله بمجرد تحقيق الهدف من إخراج منافسيه أو إخضاعهم لتحكمه بالسوق، فهو لا يقوم بعمل خيري حتى يواصل البيع بخسارة وفي النهاية سيعود لرفع أسعاره، وربما أعلى مما كانت عليه قبل خفضها بهدف تعويض ما خسره!".
ويضيف الكاتب: "الشواهد في سوقنا كثيرة جداً، فكم من سلعة وقعت في أتون حروب خفض الأسعار بين تجار ووكلاء متنافسين وقف فيها المستهلكون على الحياد سعداء بجني ثمارها، لكنه كان جنياً مؤقتاً سرعان ما فقدوا نعيمه بمجرد أن وضعت الحرب أوزارها إما باستسلام وخسارة أحد أطرافها أو تفاهمهم على هدنة تعيد توزيع حصص الكعكة فارتفع سعرها وانخفضت جودتها، وفي النهاية الضحية هو المستهلك!".
وينهي "السليمان" قائلاً: "باختصار.. يجب ألا يغيب عن ذهن المستهلك أن أهم عنصر في تحقيق الجودة هو وجود المنافسة وتوفر الخيارات البديلة التي تدفع كل منتج وتاجر لتجويد سلعه وخدماته!".