كشفت الإحصاءاتُ البلدية بأمانة الطائف نموَّ الحركة المرورية بطرق المحافظة خلال صيف العام بشكل كبير؛ حيث زاد تدفق المركبات على شبكة الطرق الداخلية في ظلّ الإقبال السياحي المتنامي، وساهمت جهود تحسين الحركة المرورية وكفاءتها في إحداث توازن فعّال بين التطوير الحضري وسلامة الأهالي والزوار، وساعدت الأعمال التي نفذتها الأمانة مع شركائها من جهات الاختصاص في استيعاب الكثافة المرورية الموسمية، وسرعة نقل حركة المركبات من موقعٍ لآخر بمرونة، وخاصة أوقات الذروة في المحاور والطرق الرئيسية.
ووضعت الأمانةُ عددًا من المحاور السياحية تحت الملاحظة لدراسة تطوير الحركة المرورية بها خلال الفترة المقبلة، بما يتناسب مع زيادة الإقبال عليها، وسعت أمانة الطائف بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور إلى تحسين الحركة المرورية بالطرق الداخلية في المحافظة؛ حيث نفذت العديد من الدراسات وجمعت البيانات المرورية وعملت على تحليلها، وبالتالي تصميم البنية التحتية للطرق باستخدام أحدث التقنيات؛ لضمان فعالية أفضل لحركة المركبات، وجرى تحليل البيانات بواسطة الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم الآلي، ومنها أنظمة المراقبة الذكية باستخدام كاميرات المراقبة المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة حركة المرور بدقة عالية.
كما قامت الأمانة بتثبيت أجهزة استشعار الحركة والتدفق، والكشف عن التكتلات المرورية وتوجيه حركة المرور بفعالية، وأيضًا استخدام تقنيات آلية في تحليل البيانات مثل تنبؤ حركة المرور، وتحسين تدفق المرور وتقليل الزمن المستغرق في الانتقال، ودمج بيانات الحركة والطقس لتوفير رؤى أكثر شمولًا، وتقييم تأثير حركة المرور على البيئة، مع استخدام نماذج التوقعات لفهم المستقبل المروري واتخاذ القرارات الاستراتيجية.
ومن أهم التحديات التي تواجه الأمانة لتحسين تصميم وتخطيط البنية التحتية للطرق الداخلية والتكتلات المرورية واختناقات الطرق التي تؤثر سلبًا على تدفق حركة المرور وتزيد من زمن الانتظار، وقد تم تسخير التكنولوجيا الرقمية لتحسين حركة المرور في الطائف وتحليل الأنماط عبر كاميرات المراقبة المتقدمة، وأنظمة الاستشعار لمراقبة حركة المرور بشكل فعال.
وعملت الأمانة مع شركائها على تنفيذ مشاريع ناجحة في تحسين البنية التحتية، ومنها تطبيق نظم إدارة التدفق المروري وتنظيم إشارات المرور بناءً على ظروف الطريق، وجاء تنفيذ مشروع النقل العام في مدينة الطائف كمشروع رائد ومساعد للجهود المبذولة لتحسين كفاءة الشبكة، بما يسهم المشروع في تشغيل شبكة منتظمة من مسارات الخدمة من خلال توفير عشرات الحافلات الحديثة والمجهزة بوسائل الراحة والسلامة ومهيّأة لخدمة كافة شرائح المجتمع، ومنهم ذوو الإعاقة، وذلك عبر 9 مسارات رئيسية تربط أهم المراكز والمعالم ونقاط الجذب في المدينة من خلال 184 نقطة توقف ورحلات مجدولة بمجموع مسافات تبلغ 293 كيلومترًا، ويسهم المشروع في خدمة أكثر من مليوني مستفيد سنويًّا من سكان الطائف وزائريها في رفع المستوى السلامة وخفض الازدحام وتسهيل حركة النقل داخل المدينة وتوفير خيارات نقل متعددة.
وقامت الأمانة بدعم برنامج تحسين وتطوير كفاءة شبكة الطرق بصيانة للسفلتة والترصيف والإنارة، وتوفير الشواخص الأرضية ومحددات المسارات للرفع من مستوى السلامة المرورية والتنقل الآمن، وتنفيذ أعمال كشط وسفلتة وصيانة وتنفيذ وسائل السلامة، بما يحقق جودة الأعمال البلدية، ويسهم في تحسين تجربة مرتادي الطرق، مع ضمان أعلى معايير السلامة وتحقيق الكفاءة المطلوبة، وفق خططها التشغيلية لأعمال التحسين الجارية للشبكة.
وعملت الأمانة على تعزيز معابر مشاة في الطرق لتأمين معابر جسور المشاة في الشوارع والمواقع التي تشهد حركة عالية، ووضع مهدئات سرعة المركبات، مثل المطبات الصناعية والسيراميك وعيون القطط وعلامات الطرق العاكسة في العديد من المحاور والطرق الرئيسة.
إلى ذلك هناك تنسيق للجهود بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتطوير استراتيجيات شاملة لتحسين حركة المرور، والاستفادة من البيانات المتاحة في تحديد أفضل الممارسات واتخاذ القرارات، ومواكبة لتوجه المملكة في التحفيز للاعتماد على وسائل النقل الصديقة للبيئة تم توفير مسارات ومضامير للدراجات والمشاة.
وتكمن أهمية هذه الجهود البلدية في فهم الأنماط والاتجاهات لحركة المرور، وتحديد الأماكن التي تشهد تكدسًا متكررًا لاتخاذ تدابير استباقية حيالها، وتصميم الطرق بحيث يتماشى مع احتياجات حركة المركبات المتغيرة ورفع جودتها، وتقليل زمن الانتظار في الطرق، وتعزيز وسائل السلامة اللازمة لتقليل حوادث المركبات.