تشارك المملكة في الاحتفاء باليوم العالمي لالتهاب المفاصل، ضمن دول العالم، والذي يصادف الـ12 أكتوبر من كل عام؛ لدعم التوعية بأهمية اتباع نمط الحياة الصحي، وضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من مضاعفاته السلبية، التي يكون تأثيرها في المفاصل أو الأنسجة حول المفصل أو الأنسجة الضامة الأخرى.
ويُعَد التهاب المفاصل سببًا مهمًّا للإعاقة لدى كبار السن على مستوى العالم؛ حيث تعتبر هشاشة العظام "OA" من الأنواع الشائعة لالتهاب المفاصل، وهو ثاني أكثر مشاكل الروماتيزم شيوعًا وأمراض المفاصل، والنساء هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل من الرجال؛ حيث تتمثل أعراض التهاب المفاصل في الاحمرار، ونقص نطاق الحركة، وغالبًا ما يصيب التهاب المفاصل كبار السن الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا.
ويختلف علاج مرض التهاب المفاصل حسب شدة الحالة ونوعها؛ فيما يُعتبر الكشف المبكر عن المرض طريقة مثلى للوقاية منه.
ويقلل النشاط البدني (مثل: المشي، وركوب الدراجات، والسباحة) من آلام التهاب المفاصل، ويحسن الوظيفة، والحالة المزاجية، ونوعية الحياة، إلى جانب الحفاظ على الوزن الصحي، الذي يقلل أيضًا من خطر الإصابة بهشاشة العظام في الركبة عن طريق التحكم في الوزن.
وأوضح رئيس مركز التخصصات الطبي بجدة الحاصل على الدكتوراه بالروماتيزم من بريطانيا استشاري الروماتيزم الدكتور ضياء الحاج حسين، أن أعراض التهاب المفاصل تختلف اعتمادًا على نوع الالتهاب، ولكنها تشمل عادة شعورًا بالألم وتيبسًا، ويختلف العلاج حسب شدة الحالة ونوعها؛ حيث تُعَد هشاشة العظام الشكل الأكثر شيوعًا لالتهاب المفاصل، في حين تشمل الأشكال الأخرى النقرس، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة.
وبيّن "حسين" أن النشاط البدني والحفاظ على الوزن الصحي يمكّنان من تقليل خطر الإصابة بالمرض؛ مشيرًا إلى أن المركز يقدم منظومة من البرامج التثقيفية للتوعية بأهمية التشخيص المبكر للأمراض الروماتيزمية؛ لرفع مستوى الوعي لدى جميع شرائح المجتمع وتثقيفهم بمرض التهاب المفاصل، الذي أصبح يشكل خطرًا كبيرًا على صحة الفرد والمجتمع.
من جهتها، تسعى الجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم إلى تنمية الفكر العلمي المهني في مجال الروماتيزم؛ لإتاحة الفرصة للعاملين في مجال طب الروماتيزم للإسهام في حركة التقدم العلمي والمهني، وتسهيل تبادل الإنتاج العلمي والأفكار العلمية والمهنية في مجال طب الروماتيزم بين المؤسسات والهيئات المعنية داخل وخارج المملكة، وإجراء الدراسات، والإسهام في وضع معايير ممارسة المهنة في تخصص الروماتيزم، إلى جانب رفع الوعي الصحي لدى الجمهور، وتطوير مهارات الممارسين الصحيين في هذا الجانب.
وتفعّل الجمعية منصات التواصل الاجتماعي للتعريف بهذا المرض ونشر الوعي والثقافة الطبية لأفراد المجتمع والتعليم الطبي عن الأمراض الروماتيزمية، مع تأكيد أهمية العلاج المبكر والاستمرار في العلاج للتقليل من حدوث المضاعفات والإعاقة؛ حيث ينتج غالبًا عن تأخر تشخيص وعلاج الأمراض الروماتيزمية المناعية.