يرصد الكاتب الصحفي أحمد الظفيري، ستة عوامل جعلت من حج هذا العام 1444هـ، حجًّا استثنائيًّا؛ فهو الخطوة الأولى للعودة لأرقام ما قبل جائحة كورونا، بأكثر من مليوني حاج من أكثر من 57 دولة، بالإضافة إلى حجاج الداخل، كما يلفت إلى انخفاض تكلفة الحج من الخارج بنسبة حوالى 40%، وتضافر جهود أكثر من 37 جهة حكومية لتقديم الخدمات لضيوف الرحمن، من خلال أكثر من نصف مليون شخص، غير التحول التقني والرقمي لخدمة الحجاج.
وفي مقاله "حج استثنائي.. ووطن مستعد" بصحيفة "المدينة"، يقول الظفيري: "الحمد لله على نعمة المملكة العربية السعودية وقيادتها، الحمد لله على هذا التسابق بين السعوديين لتلبية هذا التشريف الرباني لبلادنا وقيادتها وشعبها بأن نكون خدامًا لبيت الله الحرام، وأن نكون العاملين الساهرين على رعاية وخدمة ضيوف الرحمن".
ويرصد "الظفيري" أول العوامل، ويقول: "حج هذا العام استثنائي، لأنه يمثل الخطوة الأولى بالعودة لأرقام ما قبل جائحة كورونا؛ حيث وصل عدد الحجاج هذا العام لأكثر من مليوني حاج من أكثر من ٥٧ دولة؛ مضافون لحجاج الداخل".
ويضيف الكاتب: "تغييرات وميزات تم العمل عليها، ومنها انخفاض تكلفة الحج للقادمين من الخارج بنسبة تقارب الـ40%، وإقرار أن لا قيود على العمر، وإطلاق الباقات الاقتصادية لحجاج الداخل، حسب تصريح وزير الحج توفيق الربيعة".
ويؤكد "الظفيري" أن: "ما يحدث هو عبارة عن تضافر جهود أكثر من 37 جهة حكومية لتقديم الخدمات لضيوف الرحمن، من خلال أكثر من 500 ألف شخص يُكَوّنون الطواقم الأمنية والصحية والفنية والإدارية والخدمية لتنظيم الحج، بدأت أعمالهم منذ لحظة اعتماد التقنية في التقديم، إلى صدور تأشيرة الحج، إضافة لمبادرة طريق مكة، التي تُمَثل أحد أوجه النجاح التي عملت عليها وزارة الداخلية لتسهيل وصول حجاج الخارج عبر أكثر من بلد".
وعامل آخر يرصده "الظفيري" ويقول: "أعمال خدَمية نفخر بها، كأعمال الفِرَق الميدانية التابعة لوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان؛ ممثلة في أمانة العاصمة المقدسة، والتي تعمل على مدار الساعة لتوفير أعلى معايير الجودة في تقديم الخدمات البلدية، إضافة لإطلاق اتفاقية تحت شعار "من الهدر إلى الأجر"، من أجل حفظ النعمة بـ(#المشاعر_المقدسة) بين المجلس التنسيقي لخدمة حجاج الداخل ومؤسسة حفظ النعمة الأهلية".
ويضيف "الظفيري": "تجربة وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في اعتماد برامج نوعية وشاملة في التحول التقني والرقمي، وفي هذا المجال أطلقت عدة برامج ذات أثر إيجابي، كالروبوت الإلكتروني للفتاوى، وغرفة التحكم بالمواقيت، والتوثيق الجغرافي والمعلوماتي للمساجد، ومشروع التعليم الافتراضي لمناسك الحج والعمرة بتقنية الواقع الافتراضي".
ويواصل الكاتب: "بالإضافة لإطلاق وزارة النقل للتقنية الذكية عبر استخدام الباصات ذاتية القيادة، وتدشين مسارات خدمة محددة لتوفير انسيابية حركية".
ويُنهي "الظفيري": "هذه نجاحات وطنية كبرى تستحق أن نفخر بها؛ فما إن ينتهي موسم الحج حتى نبدأ في نفس يوم الانتهاء في الإعداد لحج العام المقبل، عبر البحث والتطوير، ودراسة التجارب، واستجلاب النماذج الناجحة، وهذا ما جعلنا في كل موسم حج نجد تسابقًا بين كل الجهات الحكومية؛ لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن وفق أحدث التقنيات".