نجح مركز طب وجراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، بمجمع الدكتور سليمان الحبيب الطبي بالعليا؛ في إجراء الكثير من عمليات العمود الفقري المعقدة والدقيقة، لفئة كبار السن الذين عانوا من إصابات متباينة، على مستوى الظهر، ونتج عنها تَبِعَات أثّرت سلبًا على نمط حياتهم.
وقال الدكتور عبدالله النبهان استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري: يستقبل المركز كل الفئات العمرية، وعادةً الكثير من حالات كبار السن الذين تجاوزوا الثمانين، ويعانون من مشاكل صحية في الظهر، ومن النماذج حالة مريض عمره 84 عامًا تَعَرض للإصابة بضيق في القناة الشوكية، حدت كثيرًا من نطاق حركته، فخضع قبل نحو 10 أعوام لعملية توسعة ناجحة، عاد بعدها لممارسة حياته بصورة طبيعية؛ لكنه أصيب بانتكاسة وبدأ يشعر بآلام حادة ومتزايدة أسفل الظهر والساقين، مع عدم القدرة على المشي.
وأضاف "النبهان": راجع المريض مركز طب وجراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، وأجريت له فحوصات طبية دقيقة فكشفت النتائج وجود ضيق في الفقرة المجاورة لتلك التي سبق أن جرى توسيعها وتثبيتها قبل نحو عقد من الزمان، وأُخضِع لعملية مجهرية دقيقة تم فيها توسيع القناة، وزراعة غضروف صناعي قابل للتمدد، وقد تكللت العملية -ولله الحمد- بالنجاح؛ إذ تحسنت الحالة الصحية للمريض بوتيرة سريعة، وتخلص من كل الأعراض التي كان يشكو منها، واستعاد قدرته على الحركة وحياته الطبيعية.
وتابع: حالة أخرى لمريض يبلغ من العمر 85 عامًا، كان قد أجرى عملية مماثلة خارج المملكة، وبعد ما يزيد على 8 سنوات، تعرض لحادث سقوط نتج عنه انضغاط في فقرات العمود الفقري مع ضيق في القناة الشوكية، وتسبب ذلك في إصابته بانحناءة في الظهر وعدم القدرة على الوقوف باستقامة، بالإضافة إلى تقييد حركته والشعور بالآلام في الظهر والأطراف السفلية، وبعد حزمة من الفحوصات الدقيقة، أجريت له عملية تم فيها توسيع القناة الشوكية مجهريًّا وتثبيت الفقرات المتأثرة بالانزلاق، واستعاد المريض خلال أيامٍ شكله الطبيعي وصار في مقدروه الوقوف مستقيمًا، كما اختفت كل الأعراض التي قادته إلى المركز.
وأضاف "النبهان" أن الكثيرين يتعاملون مع مثل هذه الإصابات التي استعرضنا جزءًا منها باعتبارها من متلازمات ومقتضيات الشيخوخة الطبيعية، أو يعتقدون أن هذه الحالات في هذا العمر المتقدم، ليست مؤهلة من حيث اللياقة الصحية للعمليات الحساسة كعمليات العمود الفقري؛ فيتعايشون معها كواقع لا مَهرب منه، ولا يبحثون عن العلاج.. وينتج عن ذلك الكثير من التبعات الصحية كعدم القدرة على الحركة، وفقدان التوازن، والمعاناة المستمرة مع الآلام الحادة، بالإضافة إلى التبعات النفسية الوخيمة التي تصيبهم كالاكتئاب، واضطرابات القلق بسبب نمط الحياة القاسي الذي يفرضه عليهم المرض؛ في حين أنه يمكن إنهاء معاناتهم كما هو الحال مع الحالتين السابقتين بيسر؛ موضحًا أن معظم عمليات العمود الفقري صارت مجهرية ولم تعد تتطلب في الكثير من الأحيان اللجوء إلى عمل الشقوق الكبيرة؛ لافتًا إلى أن التدخل الجراحي المحدود في العمود الفقري من التقنيات الطبية المتقدمة، ويتم من خلاله علاج الكثير من مشكلات العمود الفقري بجودة عالية، خاصة لكبار السن والمرضى الذين يعانون من الموانع الصحية للتخدير الكلى، كمرضى القلب والسكر غير المنتظم أو الضغط المرتفع.
جدير بالذكر أن مركز طب وجراحة المخ والأعصاب بمجمع الدكتور سليمان الحبيب الطبي بالعليا، يعمل به نخبة من أميز الكفاءات الطبية، ومجهز بأحدث التقنيات الطبية مثل C.T-SCAN، وأحدث جهاز رنين مغناطيسي MRI، وتقنية الميكروسكوب الجراحي Advanced Surgical Microscope الذي يضمن نتائج عالية الدقة، وتقنية ربط أشعة المريض بنظام الملاحة الجراحية المتطورIntra -operative Neuronavigation، الذي يستخدم أثناء الجراحات، إضافة إلى مثبت الرأس mayfield holder؛ لضمان استقرار رأس المريض في أثناء الجراحات التي تُجرَى في حال اليقظة، وغيرها من التجهيزات المتقدمة.