وصفت رئيسة مركز تاريخ الطائف، الدكتورة لطيفة بنت مطلق العدواني، مشاركة المرأة السعودية في رياضة الهجن بأنها إحدى الخطوات الكبيرة في مشاركة المرأة بمختلف المجالات الرياضية، مشيرة إلى أن هذه المشاركة النسائية لم تكن لتتحقق لولا الدعم الكبير من القيادة الرشيدة -أيدها الله- لتمكين المرأة السعودية في المجالات كافة.
وشدَّدت رئيسة مركز تاريخ الطائف على أن السعودية تبذل جهودًا كبيرة في سبيل الاهتمام برياضة الهجن منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وذلك من خلال تدشين سباقات متعددة، تحولت من محلية وإقليمية وعالمية؛ ما يدل على المكانة الثقافية الكبيرة والمتميزة التي تحظى بها هذه الرياضة في المجتمع السعودي.
وأشارت الدكتورة العدواني إلى أن الهجن نالت أهمية خاصة في الموروث الشعبي للمجتمع السعودي، مبينة أنه منذ عصور ما قبل الإسلام كان لها دورٌ بارز في حياة العرب؛ إذ كانت تقام لها مسابقات خاصة في الأسواق الكبرى، مثل سوق "عكاظ"، الذي كانت تقام فيه مسابقات رياضية، تُظهر قوة تحمُّل الهجن، وعزمها على تحقيق الفوز. والعرب قبل الإسلام اعتادوا على تنظيم مثل هذه المسابقات استعراضًا للقوة، والمنافسة، والفروسية، والشجاعة.
وأفادت بأن ما يدل على عراقة وقِدَم ثقافة الاهتمام بالهجن هو النقوش والرسوم الصخرية التي عُثر عليها فوق قمم الوديان والهضاب والجبال في ربوع السعودية؛ إذ تشير بوضوح إلى أهمية الهجن في المجتمع العربي في الجانبَيْن الثقافي والاجتماعي.
وأوضحت العدواني أن قيمة الهجن في المجتمع السعودي ظهرت بقوة من خلال تعزيز الموروث الثقافي؛ إذ ترتبط بالقيم التقليدية الأصيلة في المجتمع، التي لا بد من المحافظة عليها وتنميتها في مجتمعنا المعاصر حفاظًا على العناصر المكونة للهوية الاجتماعية الأصيلة.. فلا شك أن الإخلاص والاعتزاز بالماضي والتراث يدعمان تطلُّعات المستقبل.