يعد "جفت الزيتون" من بدائل الفحم التقليدي، خصوصًا مع دخول فصل الشتاء، كوسيلة تدفئة تقليدية وجزء من ثقافة المجتمع؛ بينما يلقى حاليًا رواجًا في أسواق تبوك ومزارعها المنتجة له.
وتجد صناعة "الجفت" أو ما يُعرف بفحم الزيتون طريقها للأسواق المحلية، من خلال استغلال أصحاب المزارع والمعاصر بالمنطقة لموسم إنتاج الزيتون.
وذلك بتحويل مخلفات الزيتون بعد العصر "الأغصان والأوراق" إلى مواد يمكن استخدامها في منتجات تجارية عديدة، وحماية البيئة كذلك من تلك المخلفات.
وعمد بعض مزارعي ومنتجي الزيتون إلى إنتاج "الفحم" من مخلفات الزيتون بعد العصر، بعد أن كانت في الماضي تُهدر في المزارع دون الاستفادة منها، الأمر الذي بات اليوم مصدر دخلٍ للمزارعين، وملبيًا لمتطلبات السوق وزيادة الإقبال عليه.
وحول صناعة "الجفت" قال أحد منتجيه بالمنطقة المزارع محمد عويضة البلوي: "إن المنتج عبارة عن بقايا الزيتون بعد استخلاص الزيت منه، كأوراق الشجر والتِفل، والتي يتم نقلها لمنطقة تجمّع لهذه المكونات ليتم كبسها بواسطة آلات مخصصة لصناعة قوالب الفحم، ومن ثم تجفيفها حتى تكون جاهزة للتصدير".
وأشار إلى أن كمية الإنتاج لديه تصل إلى نصف مليون حبة للموسم الواحد.
وتابع: "يُعد "الجفت" بديلًا ممتازًا للفحم التقليدي، فكثير من الدول التي تشتهر بإنتاج الزيتون تستخدمه؛ لما له من فوائد طبيعية وآمنة للإنسان وعلى البيئة.
وأوضح أنه يمتاز بقدرته على توليد كمية حرارة مرتفعة أي بمقدار يزيد على 5 آلاف وحدة حرارة لكل 1 كيلوغرام عن الفحم التقليدي.
ومن سماته أيضًا أن القالب الواحد منه يدوم اشتعالًا لوقت أطول من الفحم، أي أن القطعة الواحدة تستمر اشتعالًا لمدة ساعتين على الأقل بكثافة دخان أقل وتدفئةٍ عالية.
كما يُستخدم في الطبخ والشوي وخلافها من المواد التي تعتمد على الفحم في طهيها.
وقال "البلوي": إن الطلب على "جفت الزيتون" في ازدياد، وهو ما دعا لإنتاجه بطرق مصنعية، بحيث يكون مغلفًا وجاهزًا في قوالب مخصصة لمختلف الاستخدامات، وبسعر لا يتجاوز 40 ريالًا للكرتون الواحد.
يُذكر أن منطقة تبوك باتت اليوم، تنتج ما يربو على 65 ألف طن من الزيتون سنويًا، و8450 طنًا من زيت الزيتون، عبر أكثر من مليون و300 ألف شجرة زيتون.