يعتقد البعض من مصابي "السمنة" أن ساعات الصيام الطويلة التي تمتدّ لـ14 ساعة يوميًّا؛ كفيلة بإنقاص أوزانهم، إلا أن أجهزة قياس الوزن بعد 30 يومًا تُسجِّل أرقامًا صادمة ونتائج غير مرضية، وغير متوقعة بالنسبة لهم، ولعلّ الخلل الحقيقي يَكمُن في علاقتهم المضطربة مع الأطعمة بعد فترة خمول ليست بالقصيرة على طوال اليوم.
ومع بداية شهر رمضان استطلعت "سبق" رأي أخصائية التغذية العلاجية والرياضية "أروى باجخيف"، التي قالت: تكثُر بعض العادات الخاطئة في شهر رمضان المبارك، ويعتقد ممارسوها أنها فرصةٌ لفقدان الوزن بعد صيام ساعات طويلة، بينما تكون النتائج عكسية؛ لأسباب في مقدمتها: تناول كميات كبيرة من الأطعمة والمشروبات خلال وجبتَي الإفطار والسحور، وعدم الاهتمام والمواظبة على ممارسة التمارين الرياضية؛ وبالتالي تتراكم السعرات الحرارية الزائدة عن حاجة الجسم في صورة دهون وتُسبّب زيادة الوزن.
وأضافت: تنتشر عادة تكدّس وشرب المياه بكمية كبيرة دفعةً واحدة قُبيل موعد الإمساك؛ لمقاومة العطش والجفاف، ويتناسى الأشخاص أن هذه الطرق غير مجدية، بل يجب شرب "2-3" لتر يوميًّا، مع مراعاة توزيع هذه الكميات خلال اليوم. كما يُنصح بتناول الخضار والفاكهة الغنية بالماء خلال اليوم، مثل البطيخ، والشمام، والتفاح، والخيار، وغيرها؛ إذ إنها تُعتبر وجبة خفيفة وغنية بالألياف والفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم.
"الكارديو والمقاومة"
تابعت "باجخيف": "هناك اختلافات كثيرة فيما يتعلّق بالوقت المناسب لممارسة الرياضة في رمضان، ولكن من وجهة نظري، أرى من المهم أن يقوم الشخص بتقسيم التمارين إلى نوعين؛ "الكارديو" التي من الممكن ممارستها قبل الغروب إذا كان وقته يسمح بذلك، ونصحت بألّا تتجاوز 60 دقيقة لتجنّب العطش والإرهاق؛ وأما تمارين "المقاومة" فيُفضّل أن تكون بعد وجبة الإفطار بـ"ساعتين إلى ثلاث ساعات"، ويُمكن دمج تمارين "الكارديو" في نفس الوقت.
نوم السحر
نوّهت "الأخصائية العلاجية والرياضية"، إلى خطورة النوم مباشرة بعد تناول وجبة سحور دسمة، وعن كونها من أبرز العادات الغذائية الخاطئة في رمضان، وقالت: يُفضل تأخيرها بقدر الإمكان، لا إفراط ولا تفريط؛ حيث إن تناولها مبكّرًا قد يجعل الجسم يفقد تركيزه، ويشعُر بالتعب والإجهاد في ساعات الصيام، ويعتبر تأخيرها إلى قُبيل الفجر مع مراعاة أن تكون وجبة السحور غنية بالألياف، والبروتين، وقليلة في الدهون المتحولة، الأملاح، والسكريات البسيطة.
إفراط الأطعمة
أكّدت "باجخيف": أن الإفراط في تناول الطعام بشكلٍ عام قد يتسبّب في حدوث مشاكل في الهضم؛ كالارتجاع، وحرقان المعدة، وانتفاخ القولون، وصعوبات في النوم. وقالت: "يجب أن تتوزّع الوجبات طوال فترة الإفطار، وتكون مُشبِعة وخفيفة على المعدة؛ حيث تكون تركيباتها الغذائية عالية في البروتين، وقليلة في السكريات، وتحتوي على ألياف للشعور بالشبع، وأما الكميات فتختلف من شخص لآخر بحسب احتياجاته الغذائية من المغذيات.
وختمت "باجخيف" نصائحها بالقول: إن ترتيب الوقت في رمضان عنصر مهم جدًّا في الوصول للأهداف الغذائية والصحية مع الصيام، وأن يكون تناول الوجبات بشكلٍ تدريجي مُنذ حلول موعد الإفطار وحتى الإمساك، ولتفادي الشعور بالعطش أنصح بالابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على نسبة أملاح عالية، مع ضرورة التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة، وتناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم؛ مثل: "الموز، الطماطم، البطاطس، وغيرها".