قبل عام من الآن، عانق ريانة برناوي وعلي القرني الفضاء، في رحلة لا تنسى كجزء من برنامج المملكة لرواد الفضاء، الذي أطلقته الهيئة العامة للفضاء، أجريا خلالها 14 تجربة علمية مثيرة، في مهمة أطلق عليها اسم المهمة SSA-HSF1، واستغرقت 10 أيام.
الرحلة التي انطلقت يوم 21 مايو من عام 2023، سجلت حدثاً سعودياً تاريخياً فريداً من خلال إرسال أول رائدة فضاء سعودية وعربية مسلمة، وأول رائد فضاء سعودي يصل إلى محطة الفضاء الدولية.
وحمل صاروخ فالكون 9 ومركبة دراجون آمال وطموح جموع السعوديين نحو الفضاء، وذلك ضمن طاقم مهمة AX-2، لينطلق بهم من كيب كانافرال في ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية إلى محطة الفضاء الدولية على ارتفاع 408 كيلومترات فوق سطح الأرض.
المهمة التي كللت بنجاح باهر، أجرى خلالها الرواد السعوديون 11 تجربة علمية رائدة في الجاذبية الصغرى، وثلاث تجارب توعوية تعليمية شارك فيها نحو 12 ألف طالب في 42 موقعًا بالمملكة عبر الأقمار الاصطناعية.
واستهدفت التجارب السعودية القيام بالأبحاث البشرية وعلوم الخلايا، وعمل الأمطار الصناعية في الجاذبية الصغرى، لتعزيز فهم باحثي تكنولوجيا الاستمطار، مما يسهم في زيادة معدلات الأمطار في الكثير من الدول.
كما جرت أيضاً ست تجارب لشركة سديم للبحث والتطوير لمعرفة مدى التكيف البشري في رحلات الفضاء، وفهم تأثيرات التواجد في الفضاء على صحة الإنسان، وتحديد ما إذا كانت رحلات الفضاء آمنة على الدماغ.
إضافة إلى ذلك، جرى اختبار وظائف الأعضاء والأجهزة الحيوية للإنسان في الجاذبية الصغرى، مثل قياس تدفق الدم إلى الدماغ، وتقييم الضغط داخل الجمجمة، والنشاط الكهربائي للدماغ، ومراقبة التغيرات في العصب البصري، وأخذ عينات الدم والعينات البيولوجية لفحص المؤشرات الحيوية المرتبطة برحلات الفضاء، ورسم خريطة التغيرات في الطول والبنية والتخلق الوراثي للجينات.
كما جرت كذلك تجارب علوم الخلية للتحقيق في الاستجابة الالتهابية للخلايا المناعية البشرية في الجاذبية الصغرى، ودراسة التغيرات في عمر الحمض الريبونووي المراسل خلال عملية الالتهاب، وباستخدام نموذج خلايا مناعية لمحاكاة استجابة الالتهاب للعلاج الدوائي، حيث أخذ طاقم المهمة عينات من الحمض الريبونووي لتحليلها على الأرض، للمساهمة في فهم أفضل لصحة الإنسان خلال وجوده في الفضاء.