في الوقت الذي تشهد فيه المملكة تطورًا ملحوظًا في شتى المجالات، حَظِيَت المدينة المنورة -سيدة المدن- باهتمام كبير من ولاة الأمر -حفظهم الله- في تطوير وتنمية المشاريع، لكي تكون من أكبر المدن التي يقصدها الزوار من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، ومن ضمنها مشروعان أطلقهما صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية -حفظه الله- هذا العام.
وجاء إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة -حفظه الله- إطلاق أعمال البنية التحتية والمخطط العام لمشروع "رؤى المدينة"، في المنطقة الواقعة شرق المسجد النبوي الشريف، المشروع الثاني الذي حظيت به المدينة المنورة خلال هذا العام، بعد إعلانه -حفظه الله- في شهر أبريل الماضي إطلاق أكبر توسعة في تاريخ مسجد قباء، وتطوير المنطقة المحيطة به؛ فيما وجه -حفظه الله- بتسمية المشروع باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله.
ويُعد مشروع "رؤى المدينة" من أكبر المشاريع التنموية، التي ستوفر آلاف الوظائف لأبناء وبنات المدينة المنورة؛ فضلًا عن مساهمته فهو يدعم النشاط السكني والتجاري، إضافة إلى المناطق المفتوحة والمساحات الخضراء التي ستكون مقصدًا للأهالي والزوار، ويحسّن جودة الحياة، ويعزز سبل الراحة والرفاهية، ويرفع الطاقة الاستيعابية الفندقية وجودة الخدمات شرق المسجد النبوي الشريف.
ويتميز المشروع الذي تم تصميمه وفق أعلى المعايير العالمية، بالعديد من الحلول المتكاملة للنقل، وتشمل 9 محطات لحافلات الزوار، ومحطة قطار مترو، ومسارًا للمركبات ذاتية القيادة، ومواقف سيارات تحت الأرض؛ وذلك بهدف تسهيل تنقل الزوار إلى المسجد النبوي؛ بما يسهم ويدعم النشاط السكني والتجاري، وكذلك توفير العديد من فرص العمل.
كما يهدف المشروع على الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بالمدينة المنورة كوجهة إسلامية وثقافية عصرية؛ حيث يعتمد على آليات التخطيط الحضري الحديث، ومفاهيم التطوير الشامل، والبنية التحتية المتطورة التي تقدم الخدمات المبتكرة؛ بما يسهم في تحسين جودة الحياة، ويعزز سبل الراحة والرفاهية؛ وبالتالي إثراء تجربة سكان وزوار المدينة المنورة؛ حيث سيعزز مستوى الخدمات المقدمة لهم، ويرفع الطاقة الاستيعابية الفندقية وجودة الخدمات شرق المسجد النبوي الشريف.
وتهدف أعمال توسعة وتطوير مسجد قباء التي أعلن عنها سمو ولي العهد، إلى رفع الطاقة الاستيعابية لسد الفجوة بين الوضع الحالي وحجم الطلب المتزايد، ويرتكز المشروع على ربط مسجد قباء الحالي بساحات مظللة من الجهات الأربع متصلة وظيفيًّا وبصريًّا بمصليات مستقلة غير ملاصقة بنائيًّا لمبنى المسجد الحالي، مع توفير الخدمات اللازمة كافة والتابعة للمسجد، كما سيتم رفع كفاءة مبنى المسجد القائم حاليًا بمنظومة الخدمات المصاحبة له، وتحسين شبكة الطرق والبنية التحتية المحيطة؛ لرفع كفاءة التفويج وسهولة الوصول للمسجد، وإيجاد حلول جذرية للزحام، وتعزيز أمن وسلامة المصلين، إضافة إلى تطوير وإحياء عدد من جملة المواقع والآثار النبوية ضمن نطاق المسجد وساحاته.
وحَظِيَ مسجد قباء بأهمية في فن العمارة والتوسعة عبر التاريخ بدءًا من العهد النبوي والعهد الراشدي والأموي والعباسي، وانتهاءً بالعهد السعودي الزاهر، منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وأبنائه الملوك من بعده؛ حيث امتزجت فيه حضارات فن العمارة الإسلامية؛ بما يعكس الأهمية الدينية والثقافية والاجتماعية والسياحية، ويوفر الخدمات اللازمة لزوار المركز على النطاق المحلي والعالمي لإثراء التجربة الوجدانية للزائر.