المدينة الرياضية بالخرج.. مشروع الـ120 مليونًا متوقف ولم يُنجز منذ 12 عامًا!

رياضيون وإعلاميون: رياضة المحافظة تدهورت ومواهبنا اندثرت!
مشروع المدينة الرياضية في الخرج
مشروع المدينة الرياضية في الخرجAbdUlslaM

على الرغم من الدعم الكبير الذي تحظى به الرياضة والرياضيون بالسعودية على الأصعدة كافة إلا أن مشروع المدينة الرياضية في محافظة الخرج لا يزال متوقفًا عن العمل، بالرغم من مرور 12 عامًا من البدء في تنفيذه.

مشروع المدينة الرياضية أقرته الرئاسة العامة لرعاية الشباب "آنذاك"، وتم البدء في تنفيذه عام 1433هـ، على أن يتم الانتهاء منه ابتدائيًّا خلال عام 1436هـ، وبتكلفة إجمالية بلغت نحو 120 مليون ريال، وسعة 10 آلاف مقعد.

ولا يزال هذا المشروع الذي يراه الرياضيون في محافظة الخرج "المشروع الحلم"، الذي سيساهم في صقل مواهبهم، وتنمية مهاراتهم الرياضية، متوقفًا بعد أن أصدر وزير الرياضة، الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، عام 1442هـ قرارًا تضمن سحب المشروع من الشركة المنفذة بسبب عدم وفائها بمواعيدها المتكررة في تسليم المشروع في وقته وكذلك بعد المهلة الزمنية التي طلبتها.

وبسبب هذا التوقف أصبحت أندية الخرج كافة تعاني من أزمة الملاعب والصالات الرياضية في ظل عدم وجود ملاعب مُهيَّأة، تقيم عليها مبارياتها ضمن منافساتها الرياضية بمختلف الدرجات والألعاب، بخلاف نادي الشعلة الذي يمتلك منشأة رياضية متكاملة.

وليس في محافظة الخرج إلا ملعب نادي الشعلة الذي يشهد مباريات نادي الشعلة ضمن دوري الدرجة الأولى، ونادي الكوكب في دوري الدرجة الثانية، فيما تم نقل مباريات نادي السلمية إلى ملعب نادي الأنوار في حوطة بني تميم، الذي يبعد عن مقر نادي السلمية بأكثر من 100 كيلومتر.

ضعف وتدهور مستويات أندية الخرج

ويؤكد الناقد الرياضي فهد السميح أن أندية الخرج الرياضية عانت وتضررت من توقُّف مشروع المدينة الرياضية، متسائلاً: "كيف لها أن تتطور مستوياتها وألعابها وهي لا تجد ملاعب مناسبة تمارس فيها تمارينها وأنشطتها الرياضية؟!".

ويضيف "السميح": "في المقابل وزارة الرياضة تطالبها بتفعيل مختلف الألعاب؛ لكي تحظى بكامل الدعم الاستراتيجي والمالي، فكيف يمكن تفعيل تلك الألعاب وهذه الأندية لا تملك ملاعب وصالات رياضية مناسبة؟ فلماذا يتم حرمانها من هذا الدعم؟ فهل هي المسؤولة عن عدم توافر البنية تحتية المناسبة؟".

وأردف: "حقيقة، إذا لم تمتلك بنية تحتية مناسبة فلا يمكنك تحقيق النتائج ولا المستويات الجيدة. وفي المقابل تجدد أن أغلب الأندية بمختلف مناطق السعودية إن لم تمتلك منشأة رياضية معتمدة فستجد بالقرب منها مدينة رياضية متكاملة، وهذا ما يوضح ويعلل لنا أسباب ضعف الرياضة وتدهور مستويات أندية الخرج كافة".

حقوقنا المشروعة مفقودة.. ومواهبنا اندثرت

من جانبه، أكد منصور العبيد، رئيس نادي السلمية بالخرج، أن "عدم وجود مدينة رياضية في الخرج أثر على النادي بشكل كبير؛ فنحن نفتقر إلى الملاعب الجاهزة لإقامة المباريات والمنافسة في الدوريات على مختلف المجالات الرياضية، وكذلك مُنعنا من تطبيق استراتيجية وزارة الرياضة التي تهدف إلى النهوض بالألعاب كافة بسبب عجزنا عن إقامة المباريات وتطبيقها بشكل عام!".

وكشف "العبيد" عن أن "نادي السلمية عانى خلال الموسم الماضي في جميع الألعاب بشكل عام، وفي كرة القدم بشكل خاص؛ فجميع مبارياتنا تقام خارج محافظة الخرج، ويتكبد الفريق عناء السفر لأكثر من 100 كلم للعب مبارياته، وهذا يعتبر إجحافًا في حق النادي بعدم لعب مبارياته على أرضه وبين جماهيره. فضلاً على فقدنا العديد من حقوقنا المشروعة وفقًا للنظام".

وأضاف: "ولأن النادي لا يملك منشأة حكومية من قِبل وزارة الرياضة، فقد أصبح علينا عبء مالي عالٍ في تجهيز البيئة المناسبة لإقامة معسكرات وتمارين الفريق اليومية؛ فملعب كرة القدم لدينا هو ملعب مستأجر، تُقام عليه تمارين أربع فئات، كذلك لدينا عجز في الصالات الرياضية المُهيَّأة لإقامة المنافسات الرياضية".

وأردف: "لن يكون هناك تطوُّر فيما أقرته وزارة الرياضة في استراتيجية الألعاب. ونحن في نادي السلمية نطمح إلى أننا ننافس وأن نطور من مستوياتنا، ونطور من ألعابنا.. لكن عدم توافر تلك المنشآت الرياضية في مدينة الخرج الرياضية سوف يتسبب بتأخر أندية الخرج كافة؛ فوجودها يسهل على الجميع ممارسة وتفعيل الألعاب المعتمدة كافة".

وأشار "العبيد" إلى أن محافظة الخرج ولادة للمواهب في الألعاب كافة، ولكن هذه المواهب تندثر لعدم وجود الملاعب المهيَّأة، التي تساعد على صقل ونمو هذه المواهب الرياضة.

تأخير مزعج وغير مبرر

ويستغرب الإعلامي الرياضي مازن العسرج من تأخير مشروع المدينة الرياضية في محافظة الخرج قرابة الــ12عامًا، ويؤكد أنه تأخير غير مبرر، ومزعج، وغير صحي، ولا يصب في مصلحة رياضة الخرج وأنديتها.. فنسبة الإنجاز في المشروع قبل توقفه كانت 67%، ولا نعلم لماذا توقف العمل فيه.

وأضاف: "حقيقة، لا بد من تدخُّل عاجل من قِبل وزارة الرياضة؛ كي تعود الحياة للمشروع مرة أخرى، فعودته وإنجازه سيصبان في مصلحة أندية الخرج كافة التي لديها منافسات في مختلف المسابقات والدرجات، كما أنه سيساهم في نهضة الرياضة بشكل عام في المحافظة؛ كون المدينة تضم بين جنباتها ملعبًا رئيسيًّا وملعبًا أولمبيًّا، وصالة رياضية متكاملة، وصالة ألعاب مختلفة، ومسبحًا، ومقرًّا لمعسكر رياضي.. وكل هذا يؤكد أن وجود المدينة الرياضية بمحافظة الخرج إضافة للمحافظة، ليس فقط على المستوى الرياضي بل على الأصعدة كافة، كالمناسبات الاجتماعية والثقافية والترفيهية، وغيرها".

داعم رئيسي لاستضافة المسابقات

فيما تحدَّث الإعلامي الرياضي أحمد مشافي عسيري قائلاً: "بالأمس كنا نطالب بأهمية وجود المدينة الرياضية لإقامة المسابقات الرياضية المتعددة والمتنوعة كافة؛ وذلك لوجود 10 أندية تابعة لمكتب وزارة الرياضة بالمحافظة، لكن اليوم اختلف الوضع فأصبحنا نطالب بضرورة إنهاء المدينة الرياضية؛ لتصبح داعمًا رئيسيًّا لاستضافة المسابقات التي ستقام، سواء على المستوى المحلي أو العربي أو القاري، وحتى على المستوى الدولي؛ بحكم قرب المسافة ما بين المحافظة والعاصمة السعودية (الرياض)، وإمكانية الاستفادة من المدينة الرياضية في إقامة النشاطات الاجتماعية والترفيهية".

واختتم "مشافي" حديثه قائلاً إن مشروع المدينة أُنجز بنسبة 67%؛ وبالتالي فمسألة إكماله وإتمامه ستكون أقل تكلفة من إنشاء مدينة رياضية جديدة.

يُذكر أن محافظ الخرج، الأمير فهد بن محمد بن سعد بن عبدالعزيز، عقد مؤخرًا لقاءات عدة مع مدير مكتب وزارة الرياضة بالمحافظة الأستاذ فيصل العميري، ويرافقه عدد من رؤساء أندية الخرج، وتم خلال تلك اللقاءات مناقشة أبرز العقبات والصعوبات التي تواجه هذه الأندية، وتؤثر سلبًا على منافساتها ومستوياتها. وكان من ضمن تلك العقبات توقُّف مشروع المدينة الرياضية، ومدى أهمية إنجازه.

AbdUlslaM

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org