قالت متخصصة في تدريب القيادات التربوية إن مناسبة "اليوم العالمي للمدير" في السادس عشر من أكتوبر من كل عام مناسبة أصبحت تحظى بالاهتمام من قِبل المنظمات المختلفة، مؤكدة أن "قيادة الابتكار والإبداع" مطلب استراتيجي لهذه المنظمات.
وتفصيلاً، قالت صاحبة عدد من المبادرات المتخصصة سارة بنت سعدي السلمي لـ"سبق" إنه من خلال البرامج التدريبية التي قدمتها خلال السنوات الماضية للقيادات في العديد المناطق التعليمية، وقطاعات أخرى مثل: وزارة الصحة، والجمعيات الأهلية، والقطاع غير الربحي، أصبحت تتأمل في الممارسات القيادية "الناضجة والمسؤولة".
وأبانت أن ذلك أظهر أنه لا نجاح لأي منظمة مهما بلغت كفاءة مواردها المالية والبشرية دون قيادة "واعية ومسؤولة"، تضع الأمور في نصابها، "وتضع كل شخص في مكانه المناسب"؛ بما يحقق الاستفادة المثلى من الطاقات البشرية المتميزة.
وزادت: من هنا تنشأ أكبر التحديات أمام القيادات في ظل انفتاح غير مسبوق للمهارات والجدارات لدى الموظفين، وكيفية استثمارها؛ بما يعود على المنظمة بتحقيق أكبر قدر ممكن من الأهداف، والأخذ بالأفكار الإبداعية إلى النور، خاصة أن نجاح المنظمة يعتمد بالدرجة الأولى على مواردها البشرية التي تمتلك المهارات الفكرية والقدرات الإبداعية.
وأكدت "السلمي" أهمية وجود قادة إداريين متميزين قادرين على استثمار هذه المهارات والقدرات، وتوفير الدعم المناسب لها، وتمكينها بما يتناسب مع هذه الجدارات التي تعتبر قيمة مضافة للمنظمة.
وزادت مدربة القيادات التربوية بالعديد من القطاعات: "قيادة الابتكار والابداع" أصبحت اليوم أكثر أهمية مما سبق؛ إذ إنها أصبحت مطلبًا استراتيجيًّا. وقد دعا القرآن الكريم والمنهج النبوي إلى الإبداع في مَواطن عدة؛ إذ إنه من مبادئ الإبداع "الفكر والتفكير". والقرآن الكريم مليء بالدعوة إلى التدبر والتفكر في آيات عدة، منها {... قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ}.
وقالت إننا نجد متطلبات الإبداع مذكورة في القرآن الكريم، وكل ما يعيق الإبداع جاء التحذير منه والتنبيه عليه.. فالإداري المتميز بالأمس قد لا يكون مناسبًا للإدارة اليوم إذا لم يأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الحالية، خاصة أننا لم نعد بحاجة إلى القادة الأكفاء في الأعمال الخاصة والشركات والاستثمار فحسب، بل إن المنظمات الحكومية أصبحت أكثر احتياجًا إلى إحلال الأسلوب التقليدي الشائع بإدارة تلتزم بالابتكار والإبداع، وتعمل على تنميته لدى الموظفين.
وذكرت "سارة السلمي" أن "الاستثمار" لن ينجح إلا بوجود أجهزة حكومية داعمة ميسرة، تتحلى بالابتكار، وتعمل على تحسين الجودة، وتطوير الخدمة؛ ما يعزز القدرات التنافسية؛ لذلك أصبحت "قيادة الابتكار والإبداع" تركز على تحليل العوامل والمتغيرات الحرجة والمؤثرة على النجاح طويل المدى للمهام والأعمال والفِرق والأفراد، إضافة إلى أهمية استكشاف القادة للمستقبل وفق الأهداف المخططة باستخدام أساليب كمية، تعتمد على قراءة أرقام الحاضر والماضي، أو أساليب كيفية، تستنتج أدلتها من الآراء الشخصية القارئة لمجريات الأحداث.
ووجّهت في هذه المناسبة رسالة إلى كل قادة المنظمات، وعلى المستويات كافة، بأهمية الإبداع، والأفكار الإبداعية، والابتكار في المبادرات، وضرورة خلق بيئة مناسبة لذلك، وخصوصًا أننا نعيش اليوم في ظل التحولات السريعة، التي تشهدها القطاعات كافة في ظل تسارُع تقني ومعرفي غير مسبوق، وفي ظل تنافسية محلية وعالمية.. وحتى يتحقق للمنظمات التميز في الأداء المؤسسي كان لا بد من التركيز على "رأس المال الفكري"؛ باعتبار العنصر البشري اليوم هو الأساس في "الابتكار والإبداع"؛ لتحقيق التنافسية في القطاعات كافة.