أنا مدمن جوال أثناء القيادة.. "الجنيدل": حادث أوقفني وانتهى بدرس من طفلتي

أنا مدمن جوال أثناء القيادة.. "الجنيدل": حادث أوقفني وانتهى بدرس من طفلتي
تم النشر في

يحذر الكاتب الصحفي سعود عبدالعزيز الجنيدل من استخدام الجوال أثناء القيادة، مؤكدًا أنه كان مدمنًا على هذه العادة، حتى وقع له حادث ذات صباح في مدينة الرياض، وبعدها لقنته ابنته الصغيرة درسًا حينما أمسك الجوال وهم بكتابة رسالة لأحد الزملاء.

أنا مدمن استخدام الجوال أثناء القيادة

وفي مقاله "ابنتي الصغيرة تلقنني درسًا!" بصحيفة "الجزيرة"، يقول الجنيدل: "كثير منا - كما أتصور - يعتاد فعل أشياء حتى تضحي ديدنه، ولا يكاد ينفك عنها، لدرجة تخاله وقع أسيرًا لها.. وأنا لست بدعًا في ذلك الأمر؛ إلا أن موقفًا حصل لي غير مفاهيم كثيرة.. القصة باختصار أنني مدمن بكل ما تحمل الكلمة من معنى استخدام الجوال أثناء قيادة السيارة، فمع استخدام السماعات أستطيع إنهاء كثير من المتطلبات والأعمال سواء على الصعيد المهني أو الشخصي.. ويا ليت الأمر وقف عند هذا الحد، ففي بعض الأحيان أضطر لكتابة رسائل معينة سواء عبر البريد الإلكتروني أو الواتساب ... إلخ، وهذه العادة ملازمة لي منذ وقت طويل".

حادث ذات صباح

ويروي "الجنيدل" قصة حادث وقع له، ويقول: "كثير ممن يركب معي في السيارة يلقي على مسامعي سيلاً من النصائح والمواعظ؛ والتحذير من مغبة ما أفعله؛ إلا أن ردي لهم جميعًا: (لا تقلقوا فأنا متحكم في الأمور وأقود منذ... عاماً). وفي إحدى المرات صباح يوم عمل تذكرت رسالة مهمة لا بد أن أبعثها إلى أحد الزملاء، وكنت في طريقي إلى العمل، وما كان مني إلا أن التقفت الجوال وشرعت في كتابة الرسالة وكان الطريق كما هو معروف في صباحات مدينة الرياض مكتظًا بالسيارات، ومع بدايات كتابتي الرسالة فوجئت بتوقف سيارة أمامي بشكل مفاجئ لم يتسن لي كبح جماح سيارتي، مما أدى إلى اصطدامي بها.. والحمد لله لم أصب ولا الشخص أمامي بأي أضرار سوى الأضرار المادية التي لحقت بسيارتي، وقطعًا كان الخطأ عليّ 100 %".

درس ابنتي الصغيرة

كما يروي الكاتب درس ابنته، ويقول: "بعد تكبدي خسائر إصلاحها، وتعطلي عن استخدامها كونها في الورشة، لقنتني ابنتي الصغيرة (دانة) التي أكملت ربيعها الخامس درساً، حيث قالت لي وهي راكبة معي في السيارة الرديف حينما أمسكت جوالي وهممت بكتابة رسالة لأحد الزملاء: (بابا لا تمسك الجوال وتصطدم وتخرب سيارتنا الثانية).. كلمات عفوية من طفلة بريئة جعلتني أعيد التفكير في عادتي السيئة... فإضافة إلى الخسائر المادية التي قد تقع جراء الحوادث، فقد يكون الضرر أكبر - لا سمح الله - ونخسر أحباءنا وفلذات أكبادنا ومن يهمنا أمرهم؛ بسبب رسالة جوال أو مكالمة نظن أن إجراءها ضروري حتى ولو كنا ممسكين بالمقود، اعتقادًا خاطئاً منا بضرورة فعلها الآن وأنها لا تحتمل التأجيل أو التأخير".

هذا ما تعلمته

وينهي "الجنيدل" بالدروس التي تعلمها، ويقول: "لكي أصدقكم القول فبعد أن أقلعت نهائيًا عن هذه العادة السيئة لم تتعطَّل الأعمال ولم أخسر الأموال، بل بالعكس تمامًا سار كل شيء على خير ما يرام، وهذا مما حدا بي لمشاركة هذه القصة معكم، وخلصت منها بنتائج:

أولًا: كثير من العادات تكبلنا ونرانا لا نكاد ننفك عنها، وصدقًا هذه القيود (والكلبشات) واهنة ضعيفة لكننا قد لا نعي ذلك.. جرب ترك بعض العادات السيئة وستنجح مع الإصرار والعزيمة.

ثانيًا: إياك ثم إياك أن تكون مفرِّطًا في حياتك وحياة الآخرين من حولك باستخدام جوال أو كتابة رسالة أثناء القيادة، فصدقني عندها ستندم ولات ساعة مندم! فالخسارة - لا سمح الله - قد تكون كبيرة وثقيلة تنوء بتحمّلها الجبال".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org