تتمتع بنغلاديش بثقافة غنية ومتنوعة تمتد جذورها إلى تاريخ طويل من التقاليد العريقة والتأثيرات الإقليمية المتنوعة، وتجمع هذه الثقافة بين الفنون، والفلكلور، والأطعمة، والعادات الاجتماعية، مما يجعلها نموذجاً مميزاً للتنوع الثقافي والجمال الإنساني، ويظهر ذلك جلياً من خلال فعاليات "أيام بنغلاديش"، المقامة في حديقة السويدي بالرياض، تحت مظلة مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه تحت شعار "انسجام عالمي" والتي تعد مثالاً حياً على تنوع وغنى الثقافة البنغلاديشية.
تلعب الفنون دوراً أساسياً في حياة الشعب البنغلاديشي، حيث تعكس الموسيقى والرقصات والمسرح الشعبي التي شهدتها الحديقة روح المجتمع وتقاليده، إذ تتجلى الموسيقى التقليدية، المعروفة بـ"الباولا"، في ألحان بسيطة لكنها معبرة، تُعزف باستخدام آلات شعبية مثل الإيكتارا والطبول، أما الرقصات الفلكلورية، مثل رقصة باهولي وجامداريا، فتعبر عن المناسبات الاجتماعية، حيث تُبرز جمال التقاليد الجماعية وروح العمل المشترك.
ويعكس الفلكلور البنغلاديشي التراث العريق من خلال الحرف اليدوية التي تشتهر بالدقة والجمال، وتشكل التطريزات على الأقمشة مثل الجمالا والنقش الزهري علامة مميزة للمهارة اليدوية، إلى جانب صناعة السجاد والبسط المزخرفة، إضافة إلى الملابس التقليدية مثل الساري المزخرف للنساء والبنجابي للرجال التي تعكس ارتباط المجتمع بجذوره الثقافية و الاحتفاظ بهويته التراثية.
يشتهر المطبخ البنغلاديشي بنكهات فريدة تعتمد على التوابل المميزة مثل الكركم والكمون والفلفل الحار، يتصدر قائمة الأطباق الشهيرة البرياني البنغلاديشي الذي يتميز بمزجه بين الأرز طويل الحبة واللحم أو الدجاج مع التوابل العطرية، كما يُعتبر سمك الهيلشا رمزاً ثقافياً وطعاماً وطنياً يعكس الروابط العميقة بين الناس والطبيعة، ولعشاق الحلويات، تعد الروشا غولا، المصنوعة من الحليب والسكر، واحدة من أكثر الأطباق الحلوة انتشاراً وتقديراً.
وتشكل الثقافة البنغلاديشية لوحة إنسانية زاخرة بالجمال والإبداع، وهذا التنوع الفريد يجعلها مصدر إلهام واهتمام عالمي، يجذب الجميع لاستكشافها والتفاعل معها من خلال مبادرة "انسجام عالمي" التي تعد جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.