كشف تقرير صدر حديثًا عن ملتقى أسبار بعنوان "استشراف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في خدمة الإعلام السعودي وقضايا المملكة" بأن الدوافع الرئيسية التي تقود إلى تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ودمجها في العمل الصحفي هي مدى الإمكانات الهائلة التي توفرها هذه التقنية للصحافيين، وغرف الأخبار، مثل: تسريع المهام للعاملين، وأتمتة الأخبار، والكشف عن ماهية الأخبار الزائفة، وصناعة المحتوى الصحفي بأساليب رقمية متقدمة تعتمد على توافر البيانات الضخمة، إلى جانب تتبع اهتمامات الجماهير، والبحث في اتجاهات استهلاك المعلومات، وتفضيلات المستخدم، وتحسين تجربته.
وذكر التقرير أنه عند الحديث عن استشراف دمج الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الإعلامية السعودية فإن ذلك يقودنا لزامًا إلى النظر في مجموعة المبادئ التي تسهم بدورها في التعامل مع معطيات الحاضر؛ وذلك على أسس علمية رشيدة تُستقى من الخبرات والتجارب المتراكمة والتماثلية التي سبقت بها بعض الدول، والمؤسسات الإعلامية الرائدة في توظيف تلك التقنيات؛ حيث إن المعاني الضمنية للاستشراف تؤدي بالضرورة إلى النظر في الشيء البعيد، ومحاولة التعرف عليه، واتخاذ الطرق والمنهجيات، وقراءة الحاضر؛ وذلك بناءً على مشاهدات شخصية تقرأ مجرى الأحداث، وتتنبأ بحدوثها إلى جانب الاسترشاد بلغة المنطق، والأرقام.
وأوصى تقرير ملتقى أسبار بعدة إجراءات منها: إنشاء كيان يُعنى بكافة جوانب الذكاء الاصطناعي، ووضع مؤشرات تكفل استخدامه بطريقة مسؤولة، وآمنة إعلاميًّا، وبناء أنظمة ذكاء اصطناعي وطنية، بالإضافة إلى التعاون مع المؤسسات العالمية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي؛ بما يفيد الإعلام والاتصال، خصوصًا أن توجه الإعلام هو استهداف الأفراد، وليس الجماهير، وإلزام المؤسسات وبخاصة الإعلامية بإنشاء وحدة تقنية داخل هذه المنشآت تعتني بالذكاء الاصطناعي، وتهتم به، وتقوم بتدريب العاملين، وتهيئة البنية التحتية للمؤسسات الإعلامية؛ لتبني هذه التقنية.