دموع "القرني" على خدي رضيعته قبل استشهاده.. مشاهد ترويها زوجته مع ضيوف الملك للحج

أكدت أنها ستربّي أبناءها على العقيدة والشجاعة ليسيروا على خطاه
دموع "القرني" على خدي رضيعته قبل استشهاده.. مشاهد ترويها زوجته مع ضيوف الملك للحج

يرتدي البطل علي بن سعد القرني بدلته العسكرية، يضبط قيافته، زوجته قد جهزت حقيبته، يمشي تجاه زوجته وهي تحمل في حضنها وليدته الرضيعة، يأخذ قلبه بين يديه يضمها، وكأنما يملأ جوفه من عبقها، ثم يرفع عينيه إلى حبيبته وقد اغرورقت عيناه بالدموع، يقبل جبين زوجته، ينظر في عينيها، ثم يقول: "أستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم، يا مها والله أحسّ أني مودع!".

رجف قلب الزوجة المحِبّة، وبردت يداها، لكنها تحاملت على ألمها وأخذت بحنوها وعطفها تشدّ من أزره وتهون عليه شعوره هذا.

نظر إلى رضيعته واقترب منها ثم انحنى عليها يقبلها لتسيل دموعه على خد وردته اللطيفة، آثر الوداع السريع منسحبًا تاركًا وراءه قلوبًا تخفق حبًّا وشوقًا إليه.

ينضمّ البطل إلى رفاقه يغبرون أقدامهم في سبيل الله يحرسون ويذودون عن وطن المقدسات، يقطعون كل إصبع تمتدّ خسّةً وهوانًا تحاول النيل من هذا الوطن العظيم، يتردد في نفوسهم: وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه.

خلال المواجهة مع الأعداء سقط البطل مثخنًا بجراحه بين إفاقة وإغماءة، وصورة جميلته الصغيرة تلوح أمامه.

الجراح العميقة لم تمهله كثيرًا، في اليوم الثالث صعدت روح الشهيد إلى بارئها، مرويًا بدمه أرض الحرمين، مستعذبًا الموت حارسًا حاميًا ثغورها.

تقول مها العامري، زوجة الشهيد القرني، خلال وجودها ضمن حجاج برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد: "أفخر كوني زوجة الشهيد، وأرجو الله ألا يحرمني شفاعته، وسأربّي أبناءه على العقيدة والشجاعة ليسيروا على خطاه".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org