إلقاء الخطاب الملكي السنوي في افتتاح أعمال مجلس الشورى تقليد برلماني عريق رسخته قيادة المملكة عبر السنوات المتعاقبة، ويحظى الخطاب الملكي السنوي بأهمية كبيرة؛ لأنه يرسم سياسة المملكة الداخلية والخارجية، كما يبرز مظاهر الحراك التنموي والإصلاحي، الذي تشهده المملكة في كل مرحلة من مراحل بناء نهضتها، في سعيها الحثيث لاحتلال موقع مرموق في مصاف الدول المتقدمة.
وهذا العام، ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ألقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اليوم (الأربعاء)، الخطاب الملكي السنوي خلال افتتاحه أعمال السنة الرابعة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، وقد استهل ولي العهد الخطاب بتوضيح خطوط السياسة الداخلية للمملكة خلال المرحلة الحالية قائلًا: "إن بلادكم ماضية في نهضتها التنموية وفق رؤية 2030 وبرامجها الطموحة، التي ستسهم بمشيئة الله في محافظة المملكة على مكانتها المتقدمة عالميًا، وتحقيق المزيد من التطور والازدهار وتوفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين".
واستعرض الأمير محمد بن سلمان، بعضًا من الحصاد التنموي، الذي حققته المملكة خلال العام الماضي مبينًا أن المملكة حققت مراكز متقدمة في مجالات عديدة، من بينها التقدم في أكثر من 50% من مؤشرات التنمية المستدامة للأمم المتحدة، واحتلال الاقتصاد السعودي المركز الأسرع نموًا، على مستوى دول مجموعة العشرين خلال 2022م، بمعدل نمو 8.7%، ونموًا الناتج المحلي غير النفطي بنسبة 4.8%، ووصول المملكة إلى قائمة الدول العشرين الأكثر تنافسية في العالم.
وعرض ولي العهد لثوابت السياسة الخارجية للمملكة، مؤكدًا أنها تمثل نهجًا ثابتًا بالنسبة للمملكة، يقوم على مبادئ احترام السيادة الوطنية لجميع الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والالتزام الدائم بمبادئ الشرعية الدولية وقراراتها، والتمسك بمبادئ حسن الجوار، وحل النزاعات بالطرق السلمية، والأخذ بكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ومن شأن هذه المبادئ أن تحقق السلام والوئام والاستقرار في العلاقات الدولية.