رمضان في "المدينة الحمراء".. فتحها "إسكندر المسلمين" ومَرّ عليها الإنجليز والبرتغاليون.. وأصبحت بوابة آسيا حاليًا

الأكبر في القارة الصفراء ويرى فيها الزائر الهند بأكملها
رمضان في "المدينة الحمراء".. فتحها "إسكندر المسلمين" ومَرّ عليها الإنجليز والبرتغاليون.. وأصبحت بوابة آسيا حاليًا

ضمن أهم المدن في العالم، وتُعد واحدة من أهم عشر مدن في آسيا. ظهر الإسلام فيها عن طريق التجار والبحارة العرب من الحضارمة وغيرهم؛ فحملوا معهم الإسلام إلى البلاد التي يتعاملون معها، وكان من الطبيعي أن يتحدث هؤلاء في حماس وإيمان عن دينهم الجديد، وعن الرسول الذي ظهر في بلادهم، ويدعو الناس إلى التوحيد والإخاء والمساواة والمعاملة الحسنة بين الناس جميعًا.

وكانت بلاد الهند تئن حينئذ من التفرقة ونظام الطبقات القاسي الذي تقوم عليه ديانتهم المتنوعة؛ فكان حديث التوحيد والمساواة نغمة جديدة، يحلو لهم أن يسمعوها، وأن يقارنوا بينها وبين ما هم فيه من أوضاع التفرقة وأثقالها؛ فكانت النتيجة أن تتفتح القلوب لهذا الدين، ويُقبل الناس عليه؛ ليتخلصوا من التفرقة.

وقال بعض مؤرخي الإفرنجة إن "محمود الغزنوي" كان "إسكندر الإسلام"؛ فقد فتح سواحل الهند، ومنها مومباي، ففي القرن الأول من الهجرة وطئ هذه السواحل بأقدام المجاهدين الأولين من العرب، وبدأ هذا التفكير في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حين فكر واليه على البحرين في تسيير جيشه إلى الهند.

وأخذت العرب تشد الكرّة على بلاد الهند الساحلية في عهد سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فزحفوا أول مرة إلى "تانة"، ثم نزلوا بعدها بروض "بهروج" من بلاد "كجرات".

وكان القرن قرن الصحابة؛ فلا مرية في أنه كان في هذه الجيوش عدد غير قليل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-.

المدينة الحمراء أو مومباي

إذا ما رغبت في أن ترى الهند بأكملها في مدينة واحدة فعليك إذن بزيارتها؛ إذ تضم بين جنباتها اليوم بوليوود التي لا تنام، من أقسى درجات الفقر إلى الثراء الفاحش. كما تنفرد مومباي بضمها أكبر منطقة أزقة على مستوى آسيا؛ إذ تتميز مومباي بتاريخ فريد، ينبع من نشأتها داخل عدد من الجزر الصغيرة، ثم نموها حتى وصلت لما وصلت إليه الآن.

ومنذ عام 1534 وقعت جزر مومباي تحت سيطرة البرتغاليين، ثم سلمها ملك البرتغال إلى سيطرة التاج الإنجليزي كمهر مقدم إلى ملك إنجلترا تشارلز الثاني عام 1662.

وفي عام 1668 انتقلت السيطرة عليها إلى شركة الهند الشرقية.

وتُعرف بأنها «أرض التوابل» و«مدينة الفرص» و«بوابة الهند» و«مكة المعمار الفيكتوري في آسيا» و«المدينة الفيكتورية الفريدة» و«جزيرة النخيل» و«ملكة المدن الآسيوية» و«مدينة الذهب» و«الميناء العظيم»، بجانب وصف بعض الرحالة الغربيين لها بأنها البوابة الغربية للهند، التي عن طريقها تمرّ التجارة والحضارة وتنتشر في ربوع البلاد؛ لذلك تحمل مومباي اسم "المدينة التي لا تنام".

وخلال الشهور القليلة المقبلة من المحتمل أن تصبح مومباي المدينة الهندية الأولى التي تبقى مفتوحة طيلة ساعات اليوم على مدار الأسبوع.

ويجري النظر إلى نصب «بوابة الهند» باعتباره نقطة البداية التي ينطلق منها غالبية السياح الراغبين في التجول بمختلف أرجاء المدينة.

ويعد هذا النصب واحدًا من أبرز المعالم الأثرية بالهند، ويبلغ ارتفاعه 26 مترًا، وبه أربعة أبراج، بجانب زخارف متشابكة معقدة منقوشة على حجر بازلت أصفر.

ويمثل الأثر نموذجًا للعمارة الهندوسية – المسلمة، وجرى تشييده لتكريم الملك البريطاني جورج الخامس والملكة ماري.

وأقيم النصب الضخم عام 1924، ويطل على ميناء مومباي، ويحده البحر العربي.

ويبقى هذا النصب بمنزلة رمز لافت على حقبة الحكم البريطاني.

وبعد انتهاء هذه الحقبة عام 1947 غادر آخر الجنود البريطانيين الهند عبر هذه البوابة.

كما تتميز المدينة ببعض المباني الأثرية الأخاذة؛ إذ يمكن أن تستمتع بمعاينة نماذج من المعمار المميز لفترة الاستعمار.

فعبر «بوابة الهند» يمكنك رؤية فندق تاج محل الرائع في الخلفية؛ إذ يقع الفندق في الشارع المجاور للبوابة.

أهم المزارات

ومن بين المزارات الأخرى «مضمار ماهالاكشمي» لسباق الخيول، الذي يحظى بشهرة واسعة على مستوى البلاد، وهو أحد أبرز مضامير السباق على مستوى آسيا.

كما أن «غراندستاند» الموجودة بالمضمار موجودة بقائمة مواقع التراث الهندية.

وتعتبر محطة «تشهاتراباتي شيفاجي ترمينس» أو «فيكتوريا ترمينس» للسكك الحديدية بمنزلة أعجوبة معمارية.

بُنيت المحطة عام 1888 بأسلوب معماري قوطي فيكتوري، مُطعَّم ببعض عناصر العمارة الهندية التقليدية. وتوجد المحطة على قائمة «اليونيسكو» للتراث العالمي.

وعندما تسير أمام المحطة الفيكتورية ومكتب البريد الملحق بها تشعر وكأنك في باريس، لكن صخب الحركة المحيطة يعود بك مجددًا إلى الهند.

وإذا كنت تبحث عن صلة غاندي بمومباي فإن «ماني بهافان» هي المكان الأمثل لزيارته؛ إذ يضم معروضات من كتابات أدبية وصور لغاندي، بجانب معروضات مجسدة ثلاثية الأبعاد لأحداث من حياة الزعيم الهندي الشهير.

كما يضم المعرض مقتنيات شخصية لغاندي، من غرفة نومه وكتبه وملابسه. وقد شهد هذا المكان تعلُّم غاندي للمرة الأولى كيفية استخدام عجلة المغزل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org