
سطّر المواطن يحيى الألمعي فصلًا استثنائيًا في مسيرته الحياتية، بعد أن أتم دراسة الشريعة الإسلامية في كلية الحرم المكي بتقدير "ممتاز مع مرتبة الشرف"، رغم تجاوزه سن الخامسة والستين، في قصة ملهمة تعكس معاني المثابرة والتجدد.
وتفصيلًا، التحق يحيى بن محمد الألمعي بكلية الحرم المكي الشريف عام 1443هـ، مدفوعًا برغبة عميقة في استثمار وقته بما يعود عليه بالنفع الدنيوي والأخروي، عبر طلب العلم الشرعي من منابعه الموثوقة.
وقد تكبّد عناء السفر يوميًا من مدينة جدة إلى مكة المكرمة، مغادرًا منزله في ساعات الظهيرة، وعائدًا في وقت متأخر من الليل، خمسة أيام أسبوعيًا، طيلة سنوات الدراسة الثلاث.
وخلال مسيرته العلمية، انتظم الألمعي في دراسة نحو 11 مقررًا في كل فصل دراسي، بمتوسط 25 إلى 27 ساعة أكاديمية، ملتزمًا بالمنهجية المعتمدة في كليات الشريعة داخل المملكة، مؤكدًا بذلك أن التعلم ليس حكرًا على فئة عمرية، بل طموح متجدد لا يعرف التقادم.
وفي عام 1446هـ، احتفل الألمعي بتخرجه في أروقة الحرم، حاملاً شهادة البكالوريوس التي وصفها بأنها "أعز إنجاز ناله في حياته"، لما تحمله من قيمة معرفية وروحية، وما رافقها من جهد وصبر وعطاء ذاتي.
ودعا الألمعي عموم المتقاعدين إلى اغتنام مرحلة ما بعد التقاعد في طلب العلم وتطوير الذات، مؤكدًا أن "الفراغ إذا لم يُستثمر فيما ينفع، تحوّل إلى موطنٍ للتقاعس والكسل".