أكد استشاري الباطنة والجهاز الهضمي الدكتور عبدالله الذيابي، أن أضرار التدخين على النساء تفوق أضرارها على الرجال؛ مشيرًا إلى أن الفتيات مستهدفات من قِبَل شركات التبغ للوقوع في التدخين بداعي التحرر والتطور والأناقة والجمال؛ لافتًا إلى أن أكثر من ٢٠٠ ألف امرأة تموت سنويًّا بأسباب لها علاقة بالتدخين وفق دراسة أمريكية حديثة.
وقال الدكتور الذيابي: خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، بذلت شركات التبغ أقصى جهدها لنشر التدخين بين أوساط النساء، باستخدام حيل الدعاية والتسويق نجحت الشركات في خداع المرأة، ووضع السم في العسل؛ وإيهامهن بأن التدخين عنوان للحرية وللتطور والأناقة والجمال، وبطرق عدة كالفن من سينما ومسلسلات تلفزيونية".
وأضاف: "كشفت أحدث إحصائيات نشرتها منظمة الصحة العالمية عام 2020، أن نسبة النساء المدخنات عالميًّا يقدر بقرابة 7.8%، وسنويًّا يموت أكثر من 200 ألف امرأة بسبب أمراض مرتبطة بالتدخين، بحسب تقرير المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها".
وتابع: "تتنوع وتتعدد الأسباب المؤدية إلى تدخين السيدات، منها: الاعتقاد بأن التدخين رمز للحرية والسلطة، وهذا الذي روجت له شركات التبغ".
وأكمل: "من أسباب الوقوع في التدخين التوتر والاكتئاب، والغضب والإحباط، وضعف الوازع الديني، وتدني المستوى التعليمي، والاعتقاد بأن التدخين يُنقص الوزن، وسهولة الوصول للدخان خصوصًا السجائر الإلكترونية".
وأردف: "تعتني المرأة بمظهرها حتى لا تكون بالشكل القبيح، وتعاطي التدخين يتنافى مع ما تهتم به من العناية، على رأسها الصحة، كذلك البشرة ولون الشفتين والرائحة الكريهة، فالتدخين يُعد وسيلة سريعة لفقدان الجمال؛ إذ يسبب: جفاف الجلد وشحوبه، وتصبغ الأسنان، ورائحة الفم الكريهة، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، والشيخوخة المبكرة".
وأضاف: "النساء المدخنات أكثر عُرضة للإصابة بصعوبة الحمل، والدورة الشهرية المؤلمة وغير المنتظمة، والتعب والتقلبات المزاجية، كما أن التدخين خلال الحمل يزيد خطر إصابة الجنين بتشوهات خلقية، وارتفاع خطر الولادة المبكرة، ونقص وزن الجنين دون الطبيعي عند الولادة".
وتابع: "المدخنات أكثر عُرضة من الرجال للإصابة بـالوفاة، والانسداد الرئوي المزمن الحاد، وأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والشرايين، كما أن التدخين يسبب بحة الصوت وخشونته بسبب التهاب الحنجرة والأحبال الصوتية، ويسبب السعال المزمن وخطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان".
وحول الإقلاع عن التدخين، قال الذيابي: يبدأ الإقلاع بالعزيمة الصادقة، والطرق المساعدة لمقاومة الرغبة في التدخين متعددة، أبرزها: استخدام بدائل النيكوتين، وتجنب أماكن التدخين، والابتعاد عن المدخنات، وممارسة الرياضة والاسترخاء، ووضع فوائد الإقلاع عن التدخين أمام أعيننا، وزيارة عيادة الإقلاع عن التدخين".
وختم الدكتور "الذيابي" حديثه موجهًا كلمات للفتيات خاصة والنساء عامة قائلًا: التدخين ليس معيارًا للتقدم والتحضر، ولا يجعل منك (كشخة أو فلة)؛ بل قاتل لأنوثتك ومشوه لها، وصديقة السوء منزلق تهوي بك إلى ما هو أعظم (الخمر، المخدرات، تعاطي الأدوية النفسية)، ودمار حياتك.