أوضحت المستشارة والمدربة في المسؤولية الاجتماعية حصة ظافر الشهري جوانب من مفاهيم المسؤولية الاجتماعية وقيمها ومعانيها وأهدافها وكيفية الارتقاء بها في ظل المتغيرات والتطورات العصرية، بمناسبة اليوم العالمي للمسؤولية الاجتماعية وإسهاماً في تكريس المسؤولية الاجتماعية، وترسيخاً لمعانيها ونشراً للتوعية بها.
وتفصيلاً، قالت "الشهري": لا شك أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) يجسد مفهوم المسؤولية الاجتماعية في أسمى معانيها باعتبارها قيمة أخلاقية عالية وهذا يعني أن أي كيان أو منظمة أو مؤسسة لديه مسؤولية تجاه المجتمع، مما يجعل كل منظمة أو فرد يمارس المسؤولية من أجل الحفاظ على التوازن بين الاقتصاد والنظام البيئي والاجتماعي، وصولاً إلى التنمية المستدامة التي تصب في خدمة المجتمع على المدى البعيد وبصورة مستمرة.
وأضافت: "المسؤولية الاجتماعية تنطلق من واجب الفرد تجاه مجتمعه وتتسع للعمل الجمعي وتتجاوز مفهوم العمل التطوعي أو الخيري الذي هو جانب من المسؤولية الاجتماعية وتكتمل أضلاعها بتعاون القطاع الخاص، والقطاع الحكومي، والقطاع غير الربحي وحينما تتحد هذه القطاعات الثلاثة يمكنها إيجاد مبادرة احترافية مستدامة تخدم المجتمع والوطن، وتسهم في دفع عجلة التنمية، وهذا ما نطمح إليه ووفق رؤية المملكة 2030 وهذا يحتم علينا جميعاً العمل والإنجاز لتصميم وتنفيذ المبادرات الاحترافية، ولا شك أن الأمر يحتاج إلى دراسة متعمقة وإطار عملي واضح وتعاون يرتكز على الأمانة والإخلاص في العمل.
وتابعت: "المسؤولية الاجتماعية متأصلة لدى قيادتنا الحكيمة توجيهاً ودعماً وممارسةً فحكومة المملكة العربية السعودية الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - تتطلع لأن يكون هناك إلزام وإحصائيات وتقارير سنوية في مجال المسؤولية الاجتماعية لجميع القطاعات والعمل على تطويرها لتحقيق أثر مستدام.
وتدعم الحكومة أيضاً تأهيل وتدريب القوى البشرية على مهارات المسؤولية الاجتماعية لتمكين المواطنين والعاملين من ممارستها بشكل احترافي في جميع القطاعات وترسيخ المفهوم الإيجابي لها والالتزام بها، وإيجاد مبادرات هادفة ومستدامة بحيث تكون المبادرة الواحدة بتعاون القطاعات الثلاثة وتكاملها، وتوظيف ذوي الخبرة والكفاءات والقدرة على الإبداع والابتكار في مجال المسؤولية الاجتماعية.
وأردفت: من وجهة نظري ومن خلال التجربة والخبرة في هذا المجال إن من أبرز التحديات التي تواجه المسؤولية الاجتماعية أن كل قطاع يعمل بمفرده وبشكل مستقل، والمجال هنا ليس مجالاً للمنافسة، بل المطلوب التعاون لصنع الانجاز، ورفع مستوى الوعي بمفهوم المسؤولية الاجتماعية من أجل الارتقاء بها وتطويرها مفهوماً وثقافةً وممارسةً.
واختتمت المستشارة والمدربة في المسؤولية الاجتماعية: "ملكنا من أول اهتماماته الإنسان، فواجبنا أن يكون أول اهتماماتنا مملكتنا".. هدفنا كواجب وطني أن نساهم في صنع التغيير والإنجاز والعمل الاحترافي والمستدام وأن نساهم جميعاً في تحقيق أهداف حكومتنا الرشيدة وتجسيد مضامين رؤية المملكة 2030 في ما يخص المسؤولية الاجتماعية بكل ما أوتينا من فكر وخبرة وعمل وبكل أمانة وإخلاص. وأن نبادر جميعاً لنخلق الأثر المثمر وإيجاد الفرص التي تمكننا من خدمة الوطن والمجتمع وصناعة التغيير والسلوك الإيجابي فنحن جزء من هذا الوطن وهو في قلوبنا جميعاً.