
في ظل تسارع التحول الرقمي والتقني، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة لتحسين الخدمات، بل أصبح قوة مؤثرة في تشكيل الصور الذهنية للوجهات السياحية، سواء بشكل إيجابي أو سلبي.
قصة "جيسيكا"، تلك السائحة الوهمية التي أثارت ضجة على منصات التواصل الاجتماعي، ثم تبيّن لاحقًا أنها صورة مفبركة باستخدام الذكاء الاصطناعي، ليست مجرد حادثة عابرة، بل تنبيه واضح للقطاع السياحي بأن إدارة السمعة في هذا العصر لم تعد خيارًا إضافيًا، بل ضرورة استراتيجية لا غنى عنها. فالمنافسة بين الوجهات السياحية لم تعد محصورة في جودة الخدمة، بل باتت تدور حول بناء الثقة وحماية الصورة الذهنية.
والمحتوى المزيّف اليوم قادر على إحداث أثر بالغ، اقتصاديًا وسياحيًا، في لحظات قليلة. هنا يتجلى دور الإعلام السياحي المحترف، بوصفه الحصن الأول في مواجهة المعلومات المضللة ، وتقديم سرد صادق يعكس واقع المكان وعمقه الثقافي، ويقدّم للسائح تجربة ترتكز على المصداقية والوضوح.
في جمعية الإعلام السياحي، نؤمن بأن تمكين الإعلاميين، وتأهيل المرشدين، وتعزيز الشراكات المؤسسية ، يشكل خط الدفاع الحقيقي في حماية سمعة المملكة السياحية، وتعزيز مكانتها كمقصد عالمي في ظل مستهدفات رؤية 2030.
إننا نعيش عصرًا جديدًا، تتغيّر فيه أدوات التأثير وتتشكل فيه القناعات بلحظة. لذا، فإن الرسالة الإعلامية أصبحت مسؤولية تنموية ووطنية ، تتطلب يقظة وفكرًا متجددًا، لحماية إرثنا… وتسويق مستقبلنا.