انطلاقًا من مستهدفات رؤية 2030م، تسعى السعودية إلى الحفاظ على البيئة الحيوانية، وحماية بعض أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض، حرصًا منها على احتواء سلسلة كبيرة من أنواع الحيوانات الفريدة من نوعها عالميًّا، ومن بينها النمر العربي، الذي لم يتبقَّ منه سوى عدد محدود.
ويُعدُّ النمر العربي من الحيوانات الثديية اللاحمة "آكلة اللحوم"، التي تتبع فصيلة السنوريات، وهو نوع فرعي من النمر، وموطنه شبه الجزيرة العربية، ويشمل الدول الآتية: "السعودية، جنوب سوريا، فلسطين، الإمارات، اليمن وعُمان".
والنمر العربي هو إحدى سلالات النمور، بل هو أكبر وأقوى أنواع القطط العربية، لكنه الأصغر حجمًا بين تلك السلالات التي تنتشر في قارتَي آسيا وإفريقيا. وقد تم إدراجه على أنه مهدَّد بالانقراض على القائمة الحمراء لـ"IUCN" منذ عام 1996.
ويشتهر النمر العربي بنشاطه نهارًا وليلاً، ولكنه يبقى حَذِرًا من الوجود البشري؛ إذ إنه ضمن الحيوانات الانعزالية التي لا تلتقي غيرها من النمور إلا في فترة التزاوج، التي تدوم تقريبا 5 أيام. وتصل أعمار النمور في البرية إلى ما بين 10 و15 عامًا.
وأعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالسعودية نوفمبر الماضي ولادة سبعة من صغار النمر العربي في مركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية بمحافظة الطائف؛ وبذلك يصل العدد الكلي للنمور العربية في محافظة العلا إلى 27 نمرًا؛ ليتضاعف بذلك عدد هذه النمور منذ بدء مشروع الهيئة الملكية بشأن النمر العربي عام 2020، في خطوة تؤكد مساعي الهيئة نحو تحقيق مستهدفات إعادة تأهيل النظم البيئية، وحماية النمر العربي من الانقراض.
ومن الجدير بالذكر أن الاسم الذي يطلق على صغار النمر العربي هو "هرماس"، وجمعه "هراميس". ويولَد الصغار دون بصر، ويستمر ذلك 10 أيام، بينما تستمر فترة الحمل من 98 يومًا إلى 100 يوم، كما تصل أعمارها في مراكز الإكثار حتى 20 عامًا، وتصل في البرية إلى 15 عامًا فقط.
وتشمل رؤية السعودية 2030 حماية النمر العربي من الانقراض؛ إذ تعمل السعودية على تحقيق أهداف برنامج حماية النمر العربي من خلال العمل المباشر على أرض الواقع، عبر عمليات البحث العلمي المستمرة، وتهيئة الكوادر البشرية.
وأقر مجلس الوزراء في 18 يناير 2022 تحديد اليوم العاشر من شهر فبراير من كل عام يومًا للنمر العربي بهدف نشر الوعي بالحفاظ عليه من الانقراض.
وأعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا إنشاء الصندوق العالمي لحماية النمر العربي، برئاسة الأمير محمد بن سلمان آل سعود، في فبراير 2019، ضمن إطلاق مشروع محمية شرعان الطبيعية.
ويساهم الصندوق في الحفاظ على النمر العربي، وعلى بعض أنواعه المهددة بالانقراض، التي كانت تنتشر في جبال العلا سابقًا. ويبلغ عدد النمور العربية في السعودية أقل من 200 نمر.