رغم التحذيرات التي يطلقها الدفاع المدني والجهات الأمنية ذات العلاقة بالابتعاد عن السيول والشعاب والأودية وتجمعات المياه؛ إلا أنه لا يزال هناك أشخاص يتحدون هذه التعليمات، وسط مطالبات بفرض غرامات رادعة على هذه المخالفات، وفي المقابل تُخَلّف هذه المخالفات أمراضًا للفرد قد تودي بحياته.
وأوضح استشاري مكافحة العدوي الدكتور محمد حلواني لـ"سبق"، أن هذه المياه تحمل في أمواجها ملايين الميكروبات التي قد تؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، والتي ليس من السهل تشخيصها إلا عن طريق أطباء متخصصين؛ مشيرًا إلى أن من هذه الميكروبات أوليات الأميبا، والتي في حالة وجودها في الماء من الممكن دخولها عن طريق الأنف خصوصًا في الأطفال وقد تصل إلى الدماغ مسببة تآكلًا في خلايا الدماغ ومؤدية إلى الوفاة في غضون أسابيع قليلة.
وأضاف: "ناهيك عن الأنواع المختلفة من البكتيريا والفيروسات المسببة للإسهال والقيء، وكذلك بعض أنواع البكتيريا النادرة التي تُعرف باللولبيات والتي توجد في براز وبول الحيوانات المختلفة، والتي من الممكن أن يجرفها السيل وتدخل الجسم عن طريق الفم أو الأنف أو العين مسببة التهابات مختلفة في الجسم مثل التهاب الدماغ أو الكلى أو الكبد".
وأردف: "تجرف مياه السيول بيض أو يرقات أنواع مختلفة من الديدان كالديدان الأسطوانية، التي تكون في التربة.. وفي حالة ابتلاع هذه اليرقات فإنها تنمو بعد دخولها الجسم، وتتجه إلى الدماغ مؤدية إلى شلل تام في الجهاز العصبي المركزي، وعدم قدرة المصاب على الحركة؛ وبالتالي الوفاة خلال فترة بسيطة، ومن الصعب جدًّا علاجها وفي الغالب لا يتعافى المريض منها حتى بعد التشخيص".
واختتم "حلواني": "كل هذه الميكروبات يمكن أن تكون في هذه المياه الطينية سريعة الجريان والتي تجري حاملةً معها هذه الأنواع وغيرها من الميكروبات المسببة للكثير من الأمراض التي يجهلها الكثير، ومع وجود الأطفال في هذه المياه تزيد نسبة الخطورة".