في مواجهة الاحتيال الإلكتروني، يؤكد الكاتب الصحفي فهد الأحمدي على ضرورة تسلح كل مواطن بقاعدة أساسية لحماية أمواله من السرقة باسم الاستثمار، والقاعدة هي؛ "يجب أن تشك في أي استثمار يبدو أجمل من الواقع، وأعظم من المعتاد"، ويحذر مؤكدًا أنه: "حـين تـحـتار بيـن (حماية مدخراتك) أو تحقيق أرباح (غـير مسبوقة) اخـتـر حماية أموالك دون تردد".
وفي مقاله "أجمل من الواقع" بصحيفة "الاقتصادية"، يقول الأحمدي: "حـين يتعلق الأمر بالمال يجب أن تشك في أي استثمار يبدو أجمل من الواقع، وأعظم من المعتاد.. يجـب أن تشك في كل من يعرض عليك أرباحًا كبيرة تتجاوز 40 في المائة، لأن البنوك والمشاريع الحقيقية تعجز عن منحك نصف هذه المكاسب.. يجـب أن تـشك في كل من يقدم لك عرضًا مجانيًا، أو شراكة تفوق قدراتك، أو استثمارًا لم يسمع به غيرك، أو امتلاك شقة فاخرة بدفعة تافهة.. صحيح أن هناك استثمارات استثنائية تقدم أرباحًا خيالية، لكن كقاعدة عامة، يجب أن تشك دائمـًا في أي عرض أجمل من الواقع، وأفضل من المتوافر في السوق.. حـين يتعـلق الأمر بمدخرات حياتك، يصبح سـوء الظـن من حسن الفطـن، والمكاسب الكبيرة من الـمؤشرات الخطيرة، وإقبال الناس بشكل جنوني مؤشر إلى فـقاعة ستنفجر قريبًا".
ويؤكد "الأحمدي" أنه: "يجب أن تشك حتى في شخصية النصاب حـين تكون أكثر من رائعة وأجمل من المعتاد.. فـالمحتال يتمتع في الأغلب بكاريزما قوية، وشخصية مثالية، ومظهر لا يشي بنياته الداخلية.. يبدو خـبيرًا في مجاله، ولا يكون كاذبًا (بنسبة 100 في المائة) ولا جـاهـلاً (بنسبة 0 في المائة)، لأنه يدرك أن الاحتيال المثالي يتضمن معلومات صحيحة يـمكنك التأكد منها بنفسك.. وفي معظم الحالات لا يحتاج المحتال لمقابلتك وجها لوجه، فـالهاتف الجوال هو أداته المفضلة لاقتحام البيوت، وتجاوز الحدود، وتجميع الضحايا، والوصول للـفـئات المرشحة".
ويرصد "الأحمدي" نماذج عالمية في النصب الإلكتروني، ويقول: "أما شبكة الإنترنت فـأوجدت نماذج عالمية في النصب الإلكتروني، مثل: الاحتيال النيجيري Nigerian scam (الذي يطلب مساعدتك على إخراج ملايين الدولارات من البلد) والأرملة السورية Syrian widow (التي تريد تهريب ثـروة زوجهـا الذي قتله نظام الأسد) والمسؤول البنمي The Panamanian official (الذي يعرض عليك غسل أموال صادرتها الحكومة) والسجين الإسباني Spanish prisoner (الذي يريد رشوة القاضي وتحويل ثروته لـحسابك الخاص).. وغيرها كثير".
ويؤكد "الأحمدي" أنه "مهما كانت الطريقة، تـتحمل أنـت جزءًا من المسؤولية، لأن (سلوك الضحية) عنصر حاسم في عملية الاحتيال.. فالمحتال مهما بلغت مهارته لا يمكنه خداع جميع النـاس، لكنه يحاول تصيد نقاط الضعف والإغراء لدى فـئة معينة من الضحايا (ككبار السن ومن يمرون بظروف أسرية ومالية صعبة).. ولهذا السبب، يجب أن تشك فورًا في أي عـرض يـبدو أجمل من الواقـع، وأعظم من المعـتاد.. لا يجـب أن تضعـف أمام إغراء الفكرة، أو ضخامة المكاسب، أو كاريزما المحتال، أو حتى شهادة صديقك بـالتسلم".
وينهي "الأحمدي" مؤكدًا أنه "اليـوم وغـدًا وبعـد 20 عامًا، حـين تـحـتار بيـن (حماية مدخراتك) أو تحقيق أرباح (غـير مسبوقة) اخـتـر حماية أموالك دون تردد".